علماء النفس والإجتماع يؤكدون على أن السمات القيادية للشخصية المتكاملة من حيث القوة والقدرة على التأثير في المجتمع والحصول على المكانة المعتبرة والمقام المهم، هي حصيلة تفاعلات سلوكية مختلفة، وسمات وراثية يكتسبها الفرد، وتضاف لها لمسات مهمة في كل مرحلة وعند التسلح بالمعرفة والخبرة والمهارات المختلفة.
ويؤكدون على أن الشخصيات الكبرى لاتقاس بالأحلام الوردية الكبيرة وتسليط الأضواء عليه والقوة الإعلامية والبدع والخرافات، وأن الشخصيات لا تمتلك الزعامة مالم تمتلك مقومات قوة حقيقية تؤهلها لقيادة حقيقية، والزعامة نتيجة وليست مطالبات ودعوات وتنقل بين الأحزاب وتغييرات في المواقف.
لقد حظيت كوردستان خلال العقود الماضية بشخصيات قيادية جعلتها متميزة في الكثير من نواحي الحياة. وشاهد الجميع إنجازات كثيرة وكبيرة ويشاهد نتائجها الآن.
ولم يكن هذا ليحدث لولا وجود تلك القيادة ، بدءاً بالبارزاني الخالد، صاحب السمات الشخصية القوية، الذي لم يهدأ ولم يكف عن السعي، من أجل الكورد وكوردستان. والذي نشر ثقافة النضال والتسامح والعفو عند المقدرة، وثقافة الصبر والتعاون والبشاشة والتفاؤل، ورفع مستوى الحماس وشجع الجميع على الدفاع عن الحقوق المشروعة ولتحقيق الرؤية الوطنية. ومروراً بالرئيس مسعود بارزاني الذي تولى الإشراف على كل خطط الإرتقاء بالإقليم بعد الإنتفاضة المباركة في آذار 1991، والكثير من خطط التطوير والبناء. والذي دعا الى إجراء إنتخابات ديمقراطية في الإقليم من أجل إدارة البلاد. وإهتم بالعملية الديمقراطية بشكل لافت. وإعتاد على تقديم رؤية واضحة المعالم، وشرحها للجميع لكي يسهم الفريق المقرب منه بالدرجة الأولى، والجميع بشكل عام في تحقيق هذه الرؤية كل من موقعه، وإعتاد على الحضور الشخصي في المناسبات الوطنية والقومية ومواقع المشاريع وبين صفوف البيشمركه، كما قاد حملة التصدي لداعش الإرهابي الذي أراد أن يفرض على الناس حياة الظلم والظلام. ووصولاً الى نيجيرفان بارزاني، عندما تولى رئاسة حكومة إقليم كوردستان، وسعي بدبلوماسيته الهادئة من أجل أن تكون الشخصية الكوردستانية متميزة، والذي إهتم بقطاعات النفط والغاز والصناعة والزراعة والتجارة والصحة والتربية والتعليم والتدريب الأكاديمي والفني والمهني، وتطوير جميع المؤسسات والأجهزة الحكومية، كما عمل من أجل الإستفادة من التكنولوجيا الحديثة لخدمة المواطنين. عمل وأنجز مهمات كبيرة وشاقة وعظيمة، وأصبح الإقليم كياناً فريداً حديثاً يعيش الجميع فيه تحت حكم القانون بصرف النظر على العرق واللون والديانة والمذهب والطائفة.
وبعد الإستفتاء الشعبي الذي قال فيه الشعب الكوردستاني كلمته النابعة من القلب والضمير، وعندما تم محاصرة الإقليم مكن كل الجوانب، إستطاع نيجيرفان بارزاني بدبلوماسيته الناعمة أن يفتح الأبواب المغلقة ويكسر الحصار .
وعندما يصبح بعد أيام، رئيساً للإقليم، فإنه ليس بحاجة الى تضخيم إعلامي من قبل كاتب هنا وآخر هناك لكي يدافع عنه ويتحدث عن واقعيته السياسية، لأن غالبية مواطني كوردستان والعراق وسياسيي وقادة المنطقة والعالم يعرفون قدراته كسياسي محنك يتطلع الى مستقبل شعبه، ويعترفون بإنه مهم ومؤثر يتمتع بثقل سياسي وشعبي كبيرين، والأقدر فهماً للتحولات والمتغيرات المحلية والإقليمية، وفي حياته محطات مليئة بالفخر والجذب والشد. وله شبكة متينة من العلاقات مع الكثير من اللاعبين الإقليميين وقادة الأحزاب السياسية في العراق والمنطقة والعالم، علاقات ترتقي مع بعضهم الى الصداقة ومع البعض الآخر الى الشراكة في المواقف. وحتى خصومه وأعداء شعب كوردستان رضخوا للأمر الواقع ويعترفون مجبرين بقيادته وحكمته وهدوئه وإتزانه وقوة شخصيته ووضوحه وشفافيته وإنخراطه الكامل في عملية البناء.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن