البارتي والفكر القومي والتعايش

يونس حمد - أوسلو

الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) هو أقدم حزب في الحياة السياسية الكوردية، والذي ظل مرّ على تأسيسه 78 عاماً، حيث وضع مؤسسوه اللبنات الأولى والأسس الأساسية في بنيته تحت قيادة الأب الروحي للشعب الكوردي مصطفى البارزاني.

تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16 آب 1946، وهو أول حزب جماهيري كوردي تحت رعاية وإشراف الخالد مصطفى البارزاني. وقد تشكل في البداية من قبل القوميين والوطنيين والمثقفين والطبقات العاملة والفلاحين المطالبين بالحرية واستقلال كوردستان، وكان شعاره "الحرية والسلام".

وبعد ذلك بدأت الاجتماعات الجماهيرية للاحتفال بتأسيس أول حزب كوردي، وتم تأسيس نظامه ودستوره وبرامجه من أجل حرية الشعب.

تأسس الحزب بهدف الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي وإيصال صوته إلى العالم. ومنذ تأسيسه إلى الآن حمل أفكاراً ومعتقدات وطنية وقومية، ودافع عن القيم والعدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق الطبقية.

وإذا عدنا إلى تاريخ نضال الحزب الديمقراطي الكوردستاني سنرى انجازات مهمة حققها الشعب الكوردي في تاريخه فقد أصبح الحزب كنز وطني وقومى يحظى بالثقة المطلقة من الجماهير من كافة شرائح المجتمع ودفاعه المستمر عن التعايش السلمي أصبح واقعا تشهده كافة القوميات والأطياف في كوردستان فهو يؤمن بمبدأ الإنسانية النبيلة وكل هذه الأهداف التي ناضل من أجلها كانت من القيم العظيمة للزعيم التاريخي مصطفى البارزاني وبعد التغييرات التي شهدتها المنطقة منذ عام 1990 نال الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس مسعود البارزاني أعلى شعبية في كوردستان وكان الأول في كافة الانتخابات التي جرت في كوردستان ولكن مع كل هذه الانتصارات والإنجازات الانتخابية ركز دائما على مشاركة كافة القوميات والأطياف والأحزاب في تشكيل الحكومة وهذا يدل على نيته الصافية في مبدأ التعايش السلمي مع الجميع.