''أديابين''.. ملحمة درامية بامتياز

يونس حمد - أوسلو 

تشكل المسلسلات التاريخية جزءاً مهماً من الدراما العالمية، حيث تسلط الضوء دائماً على الحياة العامة بشكل عام وبشكل خاص على القضايا التي تهم الأشخاص الذين يتوقون إلى معرفة التاريخ جيداً بكافة جوانبه، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية والسياسية، فضلاً عن الصراعات بين النخب الحاكمة التي أثرت بشكل كبير في التاريخ، وخاصة تاريخ المنطقة. 

وتعتبر المسلسلات التاريخية من أقل الأنواع إنتاجاً بسبب نصوصها التي لا تتوافر، على عكس النصوص الأخرى، أو تكاليفها المادية الضخمة كالديكور والملابس وغيرها من الأمور الفنية، أو بسبب  حساسيتها، ووجود الكثير من النصوص التاريخية المتناقضة حول الشخصيات التي ستتناولها هذه المسلسلات، وهي ذات قيمة كبيرة لأنها تستحق الاهتمام والمشاهدة. 

يعتبر المسلسل الكوردي "اديابين" للمخرج الكبير "حسن علي خان" والذي يعرض الآن على فضائية كوردستان وشاشة زاكروس خلال الدورة الرمضانية من أبرز الأعمال الكوردية، ويمكننا القول إن العمل عليه امتد لسنوات طويلة لأنه يحتوي على نص متكامل من الحياة التاريخية، وخاصة من بداية القرن العشرين، وهو يلفت انتباه المشاهد إلى ما كانت عليه الحياة في ذلك الوقت، وخاصة خلال الحقبة الاستعمارية في مدينة أربيل التي كانت دائماً مركزاً مهماً في الصراعات الاستعمارية آنذاك، بمشاركة ممثلين بريطانيين، وهذا يعطي للمشاهد صورة واقعية للقصة، ولهذا نرى أن المسلسل ملحمة درامية بامتياز.

 وهذا يذكرنا دائمًا بأن التاريخ موجود ليعيد نفسه، ومن حيث الإخراج العام والتصوير السينمائي، حقق المسلسل نجاحًا كاملاً، وأهم ما في هذه السلسلة هو الكلام الواضح، وخاصة اللهجة الأربيلية المعروفة بين جميع اللهجات الكوردية منذ التاريخ وحتى يومنا هذا. 

وتفوق الممثلون في أداء هذه الأدوار عملياً وفنياً، وهناك العديد من القصص في المسلسل، منها دور الاستعمار والصراعات والطبقات وبساطة الحياة، كما تلعب قصص الحب دورًا أيضًا في المسلسل. 

ولا بد من الإشادة بدور فضائية كوردستان في إنتاج المسلسل وتقديمه ليرى المشاهد ما يمكن أن يكون بداية لعمل درامي أكبر ينافس المسلسلات الإقليمية والعالمية إلى حد كبير.