Erbil 15°C الثلاثاء 07 أيار 02:53

مهازل الحكم!

مجموعة من الناس يعملون بطريقة غير حضارية في إدارة شؤون الدولة

يونس حمد – أوسلو

العالم كله يعرف حقيقة أحداث 2003، وكيف وصل الحكام الحاليون إلى السلطة في بغداد، بعدها وبجهود وحضور القوات الأمريكية تم استغلال معارضي الحكم السابق، وكانوا في الوقت نفسه أعداء لأمريكا، لكنهم عادوا بلا شك واستولوا على السلطة على ظهر الدبابات الأمريكية، وهذه حقيقة تاريخية يكتبها التاريخ بكل تفاصيله.

 منذ أن وصلوا إلى السلطة بمساعدة كوردية وأميركية، لم يعرفوا طبيعة شؤون الحكم لأنهم عاشوا بعيداً عن السلطة في طهران ودمشق ولندن، وكان بعضهم نواب عريف وعرفاء في الجيش السابق، أو كانوا مهمشين ويعيشون في الأهوار الآن أصبحوا خبراء وجنرالات وعقداء في الجيش، هذه الكلمات واقعية ولا شك فيها.

 في بداية حكمهم لم تكن لديهم أي خبرة، وبعد فترة قصيرة رأوا أموالاً كثيرة في جيوبهم، وبدأت الأمور تتغير، ونسوا حياة الأمس، وكأنهم لم يعيشوا دعم ومساعدة السيدة زينب في ضواحي دمشق، والرعاية الاجتماعية في لندن، وحسينيات قم وطهران.

في عام 2003، جمعهم الكورد وأمريكا معًا من أجل إدارة الحكومة في بغداد بشكل صحيح. في البداية كانوا لطفاء بعض الشيء وكان السنة هدفهم، ثم رأينا ماذا فعلوا بالسنة، ثم انقلبوا على أمريكا، وبعد ذلك قطعوا ميزانية حكومة كوردستان، ثم هاجموا كوردستان بالدبابات الأمريكية.

والآن، وبعد شن هجمات على القوات الأميركية بشكل شبه يومي والقصف المتكرر للمسيرات والعمليات الصاروخية على أربيل، وتريد حكومة بغداد، التي يسيطر ممثلوها على مجلس النواب، إخراج القوات الأميركية من العراق، وبحسب ما ذكر ذلك المجلس فإننا سنطردهم قانونياً بعد أن فشلوا في أمور أخرى.

 إنهم يهددون الكورد إذا لم يساعدونا بأصوات ممثليهم بإخراج القوات الأمريكية، سنمنع وصول الميزانية المالية ورواتب الموظفين إليكم. يا لها من مهزلة أن تحكم الحكومة بلداً بهذه الطريقة.

 هذه ليست حكومة بكل معايير العمل السياسي والرسمي، بل هي مجموعة من الناس يعملون بطريقة غير حضارية في إدارة شؤون الدولة. نعم المنطقة مشتعلة في كل إجراء سياسي واقتصادي وعسكري، ولهذا نقول إن أبناء طهران ولندن ودمشق السابقين لا يبالون بما سيحدث! وإن فعل الأشياء بهذه الطريقة الطفولية يذكرنا بالمقولة الشهيرة (عجيب أمور غريب قضية)!.

الأخبار

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.