يونس حمد - أوسلو
في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر من عام 1961 أشعل الحزب الديمقراطي الكوردستاني شرارة الثورة ايلول التحررية بقيادة رمز الامة الكوردية مصطفى بارزاني ضد الظلم واستبداد. تلك الثورة التي أشعلها الثوار والتف حولها شعب بأكمله رفض الظلم والاضطهاد.
إن قصة النضال ثورة ايلول بما حملت من إرادة وعنفوان وكفاح مسلح تُعد من أعظم قصص الثورات الكوردية في تاريخ المعاصر كتبها أبناء الثورة بدمائهم في ذاكرة التاريخ الكوردي وهي تقدم شهادتها لأجيال الامة الكوردية أن طريق التحرير والاستقلال لن يتحقق إلا بالمقاومة والنضال، وهكذا دائما نضال الشعوب عندما تكافح من أجل التحرير لقد كانت ثورة ايلول المباركة ولا تزال وستبقى مصدر فخر الشعب الكوردي، ومـنـبـع تاريخه الوطني المجيد.
بفضل إرادة الشعب الكوردي في حصوله على الحرية والعدالة الاجتماعية، أصبحت جبال كوردستان العالية منبعاً وخلية للثورة وحصنًا لثوارها المعروفين في ادبيات التاريخ والسياسة باسم "البيشمركة"، وسرعان ما انتقلت شرارة الثورة إلى جميع المناطق من زاخو الى خانقين.
لا شك أن الدبلوماسية هي الخيار البديل السلمي الذي ينوب عن الخيارات العسكرية والحروب في التفاهم بين الدول، والعالم وهنا لا يبحث عن الحرب بل هو يميل إلى التوحد في المصالح والتفاهم على طاولات الساسة والدبلوماسيين، لهذا كانت ثورة أيلول تؤمن بالحل الدبلوماسي و الديموقراطي مع الحكومة في بغداد، لهذا نرى كانت دائما هنآك مفاوضات بين قيادة الثورة والحكومات العراقية المتعاقبة في تلك الفترة.
كانت القيادة الثورية بقيادة الأب بارزاني تدرك أن حل أي قضية يجب أن ينتهي في نهاية المطاف بمفاوضات مباشرة، وكانت القيادة معنية بهذه القضية لإعطاء حقوق وطنية وإدارية للشعب الكوردي، لكن القيادة حاولت جاهدة تحقيق اتفاق على طول طريق الحل الدبلوماسي والديمقراطي. كان اتفاق آذار 1970 دليلاً واضحاً على حسن نية الشعب الكوردي في نيل حقوقه المشروعة ، رغم أن الحكومة تراجعت عن وعودها بمنح الشعب الكوردي حقوقه القومية والإدارية.
نعم، بكل المقاييس، تعد ثورة ايلول / سبتمبر واحدة من أهم الثورات في التاريخ المعاصر ، لذا فهي تظل منارة ليس فقط للشعب الكوردي ، ولكن لجميع الأحرار في العالم. واليوم ونحن نسترجع ذكرى هذا الإنجاز الكبير الذي مثل خطوة حاسمة على طريق تحقيق ارادة الشعب الكوردي، نقف باحترام إحياءً لذكرى أجيال ايلول التحررية امتلكت من الإرادة والتصميم ما يكفي لتحقيق الانتصار الكبير للشعب، الذي قدم مثالاً ونموذجاً لكفاح الشعوب من أجل حريتها؛ لهذا كانت ثورة ليست فقط للشعب الكوردي انما لجميع الشعوب المكافحة من اجل تحقيق التنمية والطموحات القومية والوطنية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن