سعد الهموندي
في تاريخ السادس عشر من أغسطس آب من كل عام، يجب أن نتوقف قليلا، أن نتمهل أكثر، أن ندقق ونمحص ونتفحص، فهذا التاريخ ليس عادياً بل هو تاريخ يُدّرس ويُراجع، لنستقي منه المزيد من الحكم والمزيد المزيد من ثقافة ولادة متنامية باقية وستبقى.
ففي هذا التاريخ شهدنا ولادتين أضاءتا علينا ليلنا المُعتم، وأنارتا طريقنا في خضم الصراع الأبدي، صراع الهويات والثقافات والقوميات والمعتقدات وما إلى ذلك من صراعات بشرية.
أما ما أضاء ليلنا وما أنار طريقنا فهما مناسبتان لولادتين في العام نفسه والزمن ونفسه والمكان نفسه، وكأن القدر أراد أن يقدم لكوردستان شمسها وقمرها في تاريخ ولادي واحد، لا يُستبعد أن يكون أشبه بولادة المخلصين في زمن الظلام، فكانت ولادة الحزب الديمقراطي الكردستاني كضوء أضاء ليلنا، وكانت ولادة مسعود بارزاني النور الذي نهتدي به في طريقنا كل يوم.
ودعونا نبتدئ بشمس كوردستان الحزب الذي أرسى النظام الديمقراطي البرلماني الفدرالي، بزعامة من بنى هذين النورين وهو الملا مصطفى البارزاني، مرسياً بالشمس الإيمان الحقيقي بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحرية الفردية وحق الأمة الكوردية والأمم الأخرى في تقرير مصيرها، مناضلاً من أجل تلك المبادئ وفق منهج إنساني وبطرق سلمية وديمقراطية مستوحاة من تجارب الحركة التحررية للأمة الكوردية والتراث الوطني والنضالي لسلالة البارزانيين.
فشمس ولادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني عملت على تدويل القضية الكوردية في إطار المنظمات الإقليمية والدولية سياسياً، ثم الوصول إلى الصفة الإنسانية في الدفاع عن حقوق الإنسان أينما وجد ليكون ضمن دائرة الحياة المشروعة والكريمة.
وأنا هنا لا أريد أن ُأعرّف الحزب فهو غني عن التعريف، ولا أريد الدفاع عنه فهو ليس من الأحزاب التي تحتاج من يدافع عنها، وإنما لأقول أن ولادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت الشمس التي أنارت دروب وطرق كوردستان ما بين الدم والنار ليولد السلام والآمان ولتشع على علم كوردستان بولادة تستحق أن نتكلم عنها في كل محفل من محافل الحياة.
وإذا ما عدنا إلى قمر كوردستان المنير لدروب حياتنا ليست السياسية فحسب بل دروب حياتنا الاجتماعية والثقافية وكل تفاصيلها فسنكون أمام قمر منير إنه الرئيس مسعود بارزاني الذي كانت ولادته انتقالة نوعية في مسار الحياة ليس لإقليم كوردستان وحدها بل لكل المستضعفين الذين يحيطون بكوردستان.
وأيضاً أنا هنا لست بصدد تعريف هذا الشخص أو توصيفه فمثله غني عن التعريف وعن التوصيف، بل لأقول إن ولادته تحمل مكانة عظيمة في مسارات تاريخ المناضلين الذين حفرت أسماؤهم على صخور الإرادة فيكفي هذا الرجل أنه من سلالة النضال سلالة من عبروا وهاجروا وقاتلوا ليصنعوا كوردستان كما نراها اليوم، إنه الرجل الذي كان ومازال وسيبقى إن شاء الله تعالى الصخرة التي نتكئ عليها كلما شعرنا بالإرهاق، وهو المرجع والملجأ للكثير من السياسيين في هذا الشرق، والذين كلما تعثروا وكلما تعقدت وضاقت حلقات الضغوط عليهم نراهم هبطوا أربيل، لنقول لهم هذه أربيل فيها لكم ما سألتم.
فكل عام وشمسنا بخير، وكل عام وقمرنا بألف ألف بخير.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن