يونس حمد - أوسلو
في السنوات الأخيرة من السبعينيات من القرن الماضي، تأسس حزب العمال الكوردستاني كفصيل قومي مسلح وظل في نفس الوقت قوة يسارية بحتة، في مواجهة القوات التركية. ومنذ ذلك الحين كان مقر الحزب في مناطق اقليم كوردستان، ولا يوجد لديها مقرات حزبية أو فصائل مسلحة لمواجهة القوات التركية داخل أراضيها في الجزء الشمالي من كوردستان أي جنوب وجنوب شرق تركيا دولياً، حيث لا تزال الى الان منذ منتصف الثمانينات المواجهات المسلحة شبه المستمرة بين الجانبين الكوردي والتركي وضحاياها هم مواطنو إقليم كوردستان.
توجد عناصر العمال في عدة مناطق من وديان وجبال الاقليم حتى يومنا هذا، وموضوع وجود مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في إقليم كوردستان ليس قانونيا بموجب الدستور العراقي، ولكن مع كل هذا، هناك مؤشرات تؤكد مساعدة العمال الكوردستاني من قبل العديد من الدول، وخاصة دول الجوار، وأكثر من ذلك والأهم أن صمت حكومة بغداد على هذا الوجود يثير تساؤلات على عدة محاور.
يعلم الجميع حقيقة أن المكان الحقيقي للحزب هو تركيا، لكننا لم نر يومًا سيطرت فيه القوات المعروفة باسم ب ك ك اي حزب العمال الكوردستاني على بلدة أو قرية في المدن الكوردية في تركيا، مثل أمد شرناخ ونصيبين و ماردين و الخ .. ولكن في نفس الوقت عناصره متواجدة في مدن اقليم كوردستان المعترف به دستورياً، أليس هذا نفاق الحزب للقضية الكوردية المشروعة التي تمتد وتعود إلى عقود من الزمن؟
دائما ما يُسأل السياسيون والمراقبون وحتى المواطن العادي ماذا يريد حزب العمال الكردستاني، ما هو نهج الحزب تجاه القضية الكوردية، ولماذا هذا الاستغلال لطموحات وتطلعات الشعب الكوردي، وخاصة الشباب والأطفال الذين هم الضحايا الرئيسيون لممارسة الحزب.
يعلم الجميع أن القضية الكوردية موجودة على الأرض منذ العشرينيات من القرن الماضي ، لكننا لم نشهد طريقة تتعارض مع السياسة الدولية بمقاومة الحصول على الحقوق المشروعة والابتعاد عن إجراءات المقاومة غير الضرورية، كان الشعب لطالما مدافعين عن الثورة ورموزها الوطنية، مثالا لذلك في ثورة ايلول وكولان في الستينيات إلى الثمانينيات من القرن الماضي حيث كان الجميع طبقات الشعب مع الثورة.
إن المجتمعات الدولية وحتى الكوردية ، خاصة في الثلاثين عامًا الماضية، ضد ممارسات مسلحين العمال الكوردستاني ب ك ك عنيدة في الاستيلاء غير المبرر على أراضي الإقليم وفرض الأمور الإدارية على السكان، خاصة في القرى الجبلية النائية، ومن ثم قتل ارواح الابرياء من قبل المسلحين التابعين لهم، إلى متى ستبقى القضية الكوردية في شمال كوردستان أي تركيا تحت سيطرة حزب العمال الكوردستاني، وهل سيستمر هذا الحزب في إلحاق الأذى بالشعب الكوردي إلى الأبد، وهل سيبقى المواطن الكوردي أسيراً وتحت رحمة مسلحي الحزب؟!
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن