بدأت أزمة أوروبا الشرقية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أو بعد انتصار الحلفاء على المحور، وبعد ذلك دخل العالم الحرب الباردة على جبهتين شرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن في عام 1989 انتهت الحرب الباردة إلى حد ما بانتصار خفي للدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتفكك الاتحاد السوفيتي إلى جمهوريات مستقلة، بعد هذه الفترة، تصاعدت التوترات في المنطقة الشرقية من أوروبا، وازدادت مطالب دول الاتحاد السوفيتي السابق بالانضمام إلى دول غرب الناتو، خوفًا على مستقبلها.
بعد وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة في موسكو ، تغيرت المعايير السياسية والعسكرية لروسيا إلى حالة جديدة من مسارات الحكم القوي، بعد أن صدم العالم بقرارات الانفتاح التي اتخذها ميخائيل جورباتشوف في نهاية الثمانينيات القرن الماضي.
كان لفلاديمير بوتين ونهجه المتشدد لاستقلال الاتحاد السوفيتي السابق كلمة أخرى خاصة مع بعض الدول مثل جورجيا وأوكرانيا التي هدفها هو أفضل وسيلة لموسكو لإرسال رسالة إلى الغرب مفادها أن دول الاتحاد السوفيتي السابق يجب أن يظل داخل (دائرة نفوذ) روسيا، وأن أوروبا والولايات المتحدة ليس لهما حقوق هناك، رأينا هذا الخيار في أوكرانيا في فبراير 2022، عندما شنت القوات الروسية هجومًا واسعا النطاق على مناطق ومدن أوكرانية، واندلعت حرب شرسة بين الجانبين الروسي والأوكراني على عدة جبهات.
كانت الاشتباكات العنيفة بشكل خاص بين القوات الروسية والأوكرانية على الجبهة الشمالية للعاصمة كييف، ومقاومة الجيش الأوكراني وقوات الأمن الداخلي، فضلاً عن القوات المتطوعة من المواطنين داخل المدن ، عقبة أمام الروس لوصول القوات إلى العاصمة والمدن الكبيرة الأخرى، أدت هذه الحرب إلى فرض عقوبات اقتصادية كاملة على موسكو من حيث الخدمات المصرفية والطيران وطبعا وصول النفط والغاز الروسي إلى أوروبا ، وهذه الأحداث الدموية تشير الآن إلى توحيد الغرب بقيادة أمريكا ضد الروس.
تعتبر أوكرانيا مكانًا مناسبًا لمصيدة الدب الروسي في فخ الاوكراني، لذا فهل هناك أشياء أخرى اكيد سنعرفها في المستقبل .. لا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية هي درس للعالم الحر بأن المقاومة هي السبيل الوحيد للتخلص من الاحتلال وأن المقاومة لا تعرف الصغار والكبار في الحروب خاصة إذا كانت هناك عين ساهرة على الوطن .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن