يحيي كوردستان في (16 من آذار) الذكرى ال 33 لأول هجوم بسلاح كيمياوي في منطقة الشرق الاوسط، ما أودى بحياة نحو 5000 آلاف من سكان مدينة حلبجة الكوردستانية، غالبيتهم من النساء والأطفال الشيوخ، الذين قدر عددهم آنذاك بنحو 50000ألف نسمة.
في صباح الـ16 من آذار/ مارس 1988، استهدف نظام صدام حسين، سكان مدينة حلبجة الكوردية بهجوم كيميائي وبأمر من وزير الدفاع الأسبق علي حسن المجيد، المعروف بلقب "علي الكيماوي"، هاجمت طائرات العراقية حلبجة المدينة التي يقطنها الكورد، وكان الهجوم في جميع معانيه همجيا من قبل الجيش العراقي في ذلك الوقت، بدأ بعمليات الانفال والإبادة الجماعية في عدة مناطق بكوردستان، بدأها بالتهجير القسري للكورد الفيليين والبارزانيين ومنطقة كرميان و البهدينان، كذلك من قبلها تعريب المدن كوردية العريقة مثل كركوك وخانقين سنجار، والعديد من المدن الكوردية الأخرى، لكن حلبجة ستبقى أيقونة المأساة الشعب الكوردي، هذه الشعب قد ارتدت منذ فترة طويلة للحقوق القومية المشروعة.
ولا بد أن تدرك الحكومة العراقية الحالية أيضا حقيقة بسيطة ألا وهي: أن أفضل سبيل لتذكر من قتلوا في الحرب هو منع تكرار هذه المأساة، وبذل جهود ملموسة ومخلصة للحيلولة دون اتخاذ إجراءات تأتي بنتائج عكسية، وذلك من أجل استعادة الثقة بين شعوب العالم وخاصة الشعب الكوردي المظلوم.
إن سكوت المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الإنسانية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة في إدانة واضحة لتلك الجريمة البشعة بحق المدنيين العزل، توقع في حينها بأن يعمل المجتمع الدولي على عزل حكومة أو نظام صدام والبعث برمته، بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في حلبجة، بما أن ذلك يعتبر بموجب القانون الدولي تهديداً للسلم والأمن الدوليين، قتل جماعي، إبادة للأطفال والنساء، تنكيل وتهجير وتعذيب، هدم للبيوت وتشريد للأسر، تدمير للبنية التحتية وتفتيت لمقومات الحياة، عنصرية، همجية لم يشهد التاريخ مثلها، تواطؤ دولي وخنوع إقليمي، لكن صراحة وبكل إستغراب لم يصدر أي تنديد أو قرار أو بيان من المنظمات الدولية والاسلامية على حد سواء، تجاه المظلمة الكبيرة التي تعرضت لها أهالي مدينة حلبجة، التي عانت من آثار بيئية مدمرة، يستمر بعضها حتى الوقت الراهن، المشكلة الرئيسية هي أن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تستفد من تلك الدروس والعبر، وبعضها يمارس الآن نفس أسلوب لإيذاء الشعب الكوردي، من خلال الجوع والحصار الاقتصادي و قطع الرواتب الموظفين، على مدى السنوات الماضية، في الاعتبار أن الحكومات في بغداد بعد عام 2003 (لاتنفذ أي تعهد إذا تعهدوا)!، يتبعون المراوغة و طرق وأساليب خلط الأوراق والخداع.
مع كل هذه المأساة على الشعب الكوردي إلا أن حكومة كوردستان حرصت، منذ تأسيسها، على تبني وترسيخ قيم التسامح والتعايش والمحبة وقبول الآخر، انطلاقا من إيمانها العميق بأن هذه القيم تشكل ركائز أساسية لتحقيق الازدهار والنمو والتطور والتنمية المستدامة في المجتمعات، لهذا ستبقى حلبجةعنوانًا و أيقونة مأساة الإنسان الكوردي .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن