Erbil 28°C الجمعة 05 كانون الأول 09:22

فاجعة الإيزيديين لا يمحوها الزمن

ما زلنا ننتظر من الحكومة العراقية أن تتحرك بجدية لتعويض المتضررين، وتفعيل القانون الخاص بالإيزيديين، وتقديم الدعم النفسي والمالي اللازم
Zagros TV

سارا زيد محمود 

في صيف عام 2014، سُجلت واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ الإنسانية، عندما اجتاح تنظيم داعش الإرهابي مناطق الإيزيديين في سنجار. لم يكن الأمر مجرد صراع عابر، بل حملة إبادة مروعة استهدفت شعباً مسالماً، لا لذنب اقترفوه سوى اختلاف معتقدهم.

اختُطفت النساء والفتيات الإيزيديات، وتحولن إلى سبايا يُبعن في أسواق النخاسة كسلع رخيصة. أُعدم الآلاف من الرجال بوحشية، وهُجّر عشرات الآلاف من ديارهم، ليفروا إلى الجبال في مشهد أشبه بـ يوم القيامة، بلا زاد أو ماء، تحت شمس لاهبة.

لم تكن مأساة سنجار مجرد كارثة محلية، بل كانت صرخة مدوية للعالم أجمع، تكشف عن هشاشة القيم الإنسانية. ولكن وسط هذه المحنة المروعة، أشرق بصيص من الأمل: نساء تحولن من ضحايا إلى مقاتلات شرسات، يدافعن عن أرضهن وعرضهن، وشباب يحملون رسالة السلام في وجه التطرف الأعمى.

ورغم مرور السنوات، لا تزال جراح الإيزيديين تنزف ألماً وحسرة. فما زال مصير الكثير من المفقودين مجهولاً، والناجون يعيشون في مخيمات النزوح، مثقلين بأوجاع الماضي.

لقد قدمت حكومة إقليم كوردستان دعماً معنوياً ومادياً ملموساً للإيزيديين. ففي العام الماضي، وخلال مناسبة خاصة أقيمت تحت إشراف رئيس الوزراء وبحضور منظمات دولية، طالبت حكومة الإقليم بالاعتراف بالإبادة الجماعية التي تعرض لها الكورد الإيزيديون، مؤكدة أن هذه الكارثة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، خصصت الحكومة رواتب شهرية للنساء الناجيات من قبضة داعش، ووزعت مفاتيح لشقق سكنية، في بادرة رمزية لتقدير معاناتهن. كما عملت على إنشاء برامج ومراكز للعلاج النفسي لمساعدتهن على التعافي من الصدمات التي مررن بها.

وما زلنا ننتظر من الحكومة العراقية أن تتحرك بجدية لتعويض المتضررين، وتفعيل القانون الخاص بالإيزيديين، وتقديم الدعم النفسي والمالي اللازم. فإلى يومنا هذا، لا يزال العديد من الإيزيديين يعيشون في مخيمات النزوح داخل إقليم كوردستان، لأن مناطقهم الأصلية لا تزال تعاني من الإهمال والتهميش.

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.