فرصة انتخابية

من المؤسف أننا نلاحظ اليوم عودة بعض الشخصيات التي تلاحقها شبهات فساد كبيرة، إذ برزت مجددًا في سباق الترشيحات، ساعية إلى العودة إلى المشهد السياسي العراقي من بوابة الانتخابات.

ويُعدّ السلوك الذي ينتهجه بعض المرشحين ـ والمتمثل في محاولة شراء الأصوات ـ سلوكًا مرفوضًا من قبل جميع القوى الوطنية، بل وحتى من قبل المرجعيات الدينية.

إلا أن ما نخشاه اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو احتمال فوز بعض هؤلاء المرشحين في الانتخابات عبر أساليب التحايل والطرق الملتوية، رغم أنهم أصبحوا أوراقًا متساقطة، أكل عليها الدهر وشرب، مثل أوراق الخريف التي سقطت منذ سنوات طويلة.

ومن الجدير بالذكر أن معظم المشاركين في السباق الانتخابي اليوم قد أخفقوا إخفاقًا كبيرًا في إدارة شؤون البلاد والعباد، منذ أكثر من عقدين من الزمن.

لذلك، بات من الضروري انتخاب شخصيات وطنية مدنية تؤمن بوحدة البلاد والشعب، وتُشهد لها بالنزاهة ونكران الذات، والحفاظ على سيادة العراق وقراره السياسي والاقتصادي.

كما أنّ في بلدنا اليوم شخصيات شابة كفوءة ومرموقة، تمتلك القدرة على العطاء، وتبتعد كل البعد عن شبهات الفساد والتجاذبات السياسية والمصالح الشخصية. هؤلاء الشباب يتحلون بثقافة سياسية، واجتماعية، واقتصادية رائعة، ويملكون روح المواطنة الحقيقية. إنهم ثروة الوطن الحقيقية، ومن الواجب الأدبي والأخلاقي والشرعي انتخابهم.

وكما قالت المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الأشرف: “المجرَّب لا يُجرَّب”، ولا يمكن أن يتحقق التغيير دون الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

لذلك نهيب بالناخبين أن يؤدوا واجبهم الوطني بالمشاركة في الانتخابات، وانتخاب من هو الأجدر بتمثيلهم، لأن مقاطعة الانتخابات تصبّ في مصلحة الفاسدين والمفسدين، ويظلّ الحال على ما هو عليه الآن