Erbil 20°C الخميس 20 آذار 14:36

الديمقراطية والدكتاتورية

مشتاق الربيعي

الديمقراطية في عراقنا الحبيب أكذوبة كبيرة، وخير دليل على ذلك ما حصل ويحصل مع الشباب عندما ينظمون تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور، مثل توفير فرص العمل والحياة الكريمة، ورغم سلمية احتجاجاتهم، يتعرضون للضرب المبرح من قبل بعض رجال الأمن، بالإضافة إلى الإهانات.

الأمر ذاته ينطبق على أصحاب الشهادات العليا وباقي الخريجين، الذين يواجهون المعاملة ذاتها عند المطالبة بحقوقهم. ولا يمكن أن ننسى ما حدث مع فرسان انتفاضة تشرين المجيدة، حيث وُجِّهت إليهم اتهامات لا أساس لها من الصحة، بل وُصِف بعضهم بـ “أبناء السفارات”، في حين أن الحقيقة هي أنهم رفعوا صوت الحق في وجه سلطان جائر، ورغم تضحياتهم، ذهبت مطالبهم أدراج الرياح.

وفي هذا السياق، أفادت مجلة CEOWorld الأمريكية بأن العراق يحتل المرتبة 32 عالميًا والتاسعة عربيًا في معدلات البطالة، وفقًا لتصنيف شمل 212 دولة، وأشارت المجلة إلى أن “معدل البطالة في العراق بلغ 14.2%، ما جعله يحتل هذه المرتبة المتأخرة”.

ينبغي على الدولة أن تنظر إلى مواطنيها نظرة أبوية، فتسعى إلى تخفيف معاناتهم وسط هذه الظروف القاسية. ومن الضروري أن يتم إطلاق منحة مالية لكافة الخريجين العاطلين عن العمل، الذين هم بأمسِّ الحاجة إليها. كما يجب منح مساحة أوسع لحرية التعبير، لأن ما يتعرض له الصحفيون والمدونون والكتّاب والنشطاء المدنيون أمر لا يمكن السكوت عنه إطلاقًا. وإذا نظرنا إلى سجلات القضاء، فسنجد أدلة واضحة على هذه الانتهاكات.

لا نعلم عن أي ديمقراطية يتحدث البعض وسط هذا الخرق المستمر للدستور، الذي يكفل حرية الرأي والتعبير.

ما يحدث الآن يعيد إلى الأذهان العصور المظلمة التي مر بها العراق سابقًا، نحن مع النقد الهادف والموضوعي، ولسنا مع النقد الذي يسعى إلى التسقيط السياسي أو الشخصي، لذلك، يجب دعم حرية التعبير قدر الإمكان، من أجل ترسيخ الديمقراطية الحقيقية في عراقنا الحبيب.

 

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.