من المؤسف أن الأحبة المتظاهرين بمدينة ذي قار الشامخة، وخريجي الشهادات العليا وباقي الشهادات الأخرى، عندما يقومون بتظاهرات سلمية وبصورة حضارية، للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور، يتعرضون للقمع وللضرب المبرح، وبعضهم فارق الحياة من قبل بعض رجال الأمن.
هل هذه عدالة..؟
بكل تأكيد لا.. والديمقراطية القائمة على دماء المواطنين وهدر كرامتهم لا خير فيها .
من المفترض كان على الحكومة أن تصغي إليهم وبآذان صاغية، والعمل قدر الأمكان على توفير مطالبهم والنظر اليهم بنظرة أبوية، وتغمرهم بعطفها الأبوي ،لان تداعيات القمع وعدم الإصغاء للمواطنين سلبية للغاية ،وسوف تؤثر على العملية السياسية بالعراق، وسياسة تكميم الأفواه لاجدوى منها، لان اتبعتها الأنظمة الدكتاتورية بدول العالم أجمع وماذا كانت النتيجة..؟
بكل تأكيد من صالح الشعوب الحرة .. لذلك ينبغي العمل على توفير فرص عمل للشباب، والنهوض بالجانب الخدمي - الذي هو الآن في أسوء مراحله منذ تأسيس الدولة العراقية وإلى الآن- وإنهاء عمل سياسة التهميش والإقصاء المبنية على نظام المحاصصة السياسية المقيتة، لأنها غير مجدية، وحولت العراق إلى دولة مكونات، وتبعثرت بسبب ذلك الهوية الوطنية العراقية، والقوى السياسية المدنية والوطنية مهمش دورها السياسي ،ومركز القرار بالعراق بيد قوى الإسلام السياسي ومن تحالف معها.
لذلك ينبغي تصحيح مسار العملية السياسية، والعمل على إقامة دولة مدنية دولة، المواطنة والمساواة يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات، لان ثورة الجياع على الأبواب ،وكافة المؤشرات بالشارع العراقي تشير إلى ذلك، ولا قدر الله إن اندلعت هذه المرة سوف تحصل أمور لم تكن متوقعة بتاتا، وربما قد تخرج عن السيطرة .
اتقوا الله مع العراقيين ،البعض منهم في حالة يرثى له، حيث يتسول بالأزقة والطرقات بحثا عن رغيف الخبز.
هل يعقل ذلك في بلد من أغنى بلدان العالم، والطبقة السياسية الحاكمة تعيش برفاهية ، وبذات الوقت بعيدة كل البعد عن تطلعات وآمال العراقيين، منهمكين في مصالحهم الشخصية والحزبية فقط، التي طغت على مصلحة البلاد والعباد .
نحن لا نريد أن نرى بناء جمهورية الخوف بالعراق مجدداً، ينبغي دعم الحريات قدر الإمكان والعمل على توفير حياة كريمة للعراقيين جميعاً، وتحسين واقعهم الاقتصادي، من أجل رؤية عراق ديمقراطي موحد يلم شمل كافة العراقيين.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن