جلال شيخ علي
عندما قال ابن القيم الجوزية الشهير بشمس الدين، في احدى قصائده منذ مئآت السنين، إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم، أصبح هذان البيتان لسان حال موظفي إقليم كوردستان مع رئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني الذي نفى علمه بعدم استلام موظفي الإقليم رواتبهم منذ أكثر من 50 يوماً.
موقف السوداني هذا كشفه نائب رئيس مجلس النواب الاتحادي شاخوان عبدالله في تصريح له لوسائل اعلام محلية وتلقى صدى واسعاً في كوردستان.
مراقبون سياسيون وصفوا التصريح هذا بأنه تهرب واضح من المسؤولية من قبل رئيس مجلس الوزراء الاتحادي، وإلا فإن السوداني أكثر وعياً بتفاصيل المشكلة التي تتكرر في كل شهر بسبب وبدون سبب من قبل بعض المتنفذين في وزارة المالية الاتحادية، لذا حق عليه القول إن كان لايدري فالمصيبة اعظم.
يأتي هذا في وقت يرى فيه خبراء اقتصاديون أن خزائن المالية الاتحادية خالية وخاوية من السيولة النقدية التي باتت تتوزع على أطراف عدة داخل وخارج العراق بحسب الانباء التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الشارع الكوردستاني وشريحة الموظفين لايجدون تفسيراً مقنعاً لهذا الحرمان الذي اقترب من شهرين بدون راتب و دون أي عذر قانوني سوى عقابا جماعيا متعمدا لهم ولعوائلهم لا لشيء سوى تحقيق مكاسب سياسية في لعبة غير انسانية وغير قانونية تلعبها بعض الاطراف السياسية في بغداد ضد إقليم كوردستان في إجراء يهدف الى إضعاف إقليم كوردستان واللعب بمصير وقوت الشعب الكوردي، بمساعدة أشخاص وأحزاب في كوردستان لضرب طرف معين وتحقيق مكاسب انتخابية في الاستحقاقات القادمة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن