Erbil 29°C الأحد 08 أيلول 03:21

زيارة الرئيس بارزاني لبغداد هدفها بناء الدولة وليس السلطة

تأتي الأهمية الاساسية لزيارة بارزاني للحديث عن "بناء الدولة وليس السلطة"

أجمع متابعو الشأن السياسي جميعهم على أن زيارة الرئيس مسعود بارزاني التاريخية إلى بغداد، جاءت في إطار مرحلة استثنائية، ولاشك أن اللقاءات السياسية المكثفة التي أجراها خلال زيارته، شكّلت منعطفاً تاريخياً ومهماً جداً في دفع العلاقات الكوردستانية إلى طور جديد، بالخروج من مرحلة غلب عليها طابع الصراع و التنافس، والنهوض بها إلى التعاون الذي لم يرتقي حتى وقتنا الحاضر الى مستوى الشراكه الاستراتيجيه بين اللأطراف العراقية، وأن لزيارته الدور الأكبر والدائم في استقرار العملية السياسية بالعراق والمنطقة بأسرها، والتي تجلّت  في الحضور الغفير للقيادات العراقية والدبلوماسيين العرب والغربيين، والتهافت على عقد اللقاءات والاجتماعات المتلاحقة، ما جعل قوة حضور الرئيس بارزاني في بغداد، قوة للعراق وللحكومة العراقية، الأمر الذي أوضح للجميع بأن العراق بحاجة للرئيس بارزاني، والاستفادة من وجوده للدفع بالعملية السياسية في العراق والمنطقة.

لاشك أن حضور الرئيس بارزاني يعدّ تاريخياً بعد ست سنوات من الانقطاع ، وله الدور الأكبر والدائم في استقرار العراق واستقرار العملية السياسية التي لطالما دعمها منذ سقوط النظام الدكتاتوري سنة 2003 إلى الآن وبكل قوة، لتطبيق الدستور وإيجاد نظام مستقر في العراق، لذلك فاللقاءات والتوافقات السياسية مهمة جداً، فالرئيس بارزاني حاضر في العملية السياسية منذ أمد بعيد يزيد عن نصف قرن من الزمن، وهو يديرها بحنكة سياسية كبيرة، وحضور قوي في الدبلوماسية، فالبارزاني ليس فقط زعيماً كوردياً فحسب، بل زعيم شرق أوسطي له كاريزما خاصة عالمية، وأثبت حضوره المهم في المنطقة بأسرها.

نرى أن البروتوكول الكبير والحضور الغفير للقيادات العراقية والدبلوماسيين العرب والغربيين، يعطي طابعا واحداً وهو أن العراق يحتاج إلى الرئيس بارزاني في بغداد، وأن هذه الزيارة ليست فقط لطرح المشاكل والتعامل معها، بل أيضاً لتبادل الأفكار حول التحديات سواء الداخلية أم الإقليمية، وهناك أيضاً تحديات عالمية تؤثر على الوضع العراقي، والزيارة تهدف لدراسة هذه التحديات وكيفية القيام بالعمل المشترك حيالها.

إن لغة الحوار والحديث عن عراق فيدرالي يتمتع بالتعددية السياسية هي التي أدت بشكل حقيقي إلى أن تكون لهذه الزيارة وقع كبير جدًا لدى جميع القوى السياسية، فالمشاكل بين بغداد وأربيل "فنية وقانونية ودستورية"، وتأتي الأهمية الاساسية لزيارة بارزاني للحديث عن "بناء الدولة وليس السلطة"، فالعراق يشكل ركن مهم جداً في صناعة السياسة الخارجية الاقليمية خصوصا فيما يتعلق بالركائز القانونية لجعل العراق العامل المؤثر في كبح الصراع الذي يشهده دول الجوار.

 فيما أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي بدروه أنه قطع شوطاً مهماً في بناء الثقة بين الحكومتين الاتحادية والإقليم، في مؤشر إلى الإيجابية التي تتسم بها العلاقات حالياً بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية.

إذاً الأساس هو التأكيد على العمل المشترك وعلى المشتركات الموجود، فبدون الرئيس بارزاني وبدون الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لا يمكن للعملية السياسية في العراق المضي قدماً، فلولا مبادرة الرئيس بارزاني في تشكيل الحكومة الحالية، وخاصة بعد التحالف الثلاثي الذي عوّم على السطح الكثير من المشاكل، ما كان العراق يصل لهذه المرحلة، فكانت الأوضاع وقتها متجهةً نحو حرب أهلية، إلا أن الرئيس بارزاني تدارك الموقف بحنكته السياسية وقام بحلحلة المعضلة.

من المرجح أن جميع الأطراف السياسية العراقية التي أجرت لقاءات واجتماعات مع الرئيس بارزاني، هي التي ستستمدّ منه القوة، وليست هي من تضيف القوة لزيارة الرئيس، فوجوده اليوم مهم جداً، لأن الواقع يتّجه نحو تحديات إقليمية ودولية كثيرة، والمنطقة في غليان من الأحداث، ووجود الرئيس بارزاني مهم جداً في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها المنطقة بمنعطفات خطيرة على الصعيد  الدولي،  فضلاً عن محاولات إلزام الاطراف المحلية بجميع الاتفاقات الداخلية، فضلاً عن امكانية تطبيق جيمع الاتفاقات السابقة، التي تخلفت عنها الحكومات السابقة أمام اقليم كوردستان.

هذه الزيارة جاءت لتوثّق  جميع القرارات وتضع أرضية حقيقة  لعمل حقيقي تنطلق من مصالح أقليم كوردستان وحكومته، بالقرارات الحقيقية التي تلبي طموح المواطن الكوردستاني، أحد الركائز الاساسية للعملية السياسية برمتها في العراق، وبأمكانه حلحلة كل المشاكل بين المتصارعين السياسيين في بغداد فضلاً عن ايجابيات كثيرة على المستوى البعيد.  

فالمتغيرات  الدولية الخارجية وشبح الحرب  الذي يخيم على بعض الدول، ومحاولة إبعاد العراق عنها، لم تغب عن زيارة الرئيس البارزاني، سيما وأنه يتمتع بعلاقات دولية  كبيرة على الصعيد الاقليمي  والعالمي، لتكون هناك هدوء  وتطمينات في المرحلة المقبلة، وخاصة بعد الإجراءات الأخيرة لحكومة السوداني فيما يتعلق بتامين الرواتب والحدود وقضايا أمنية والبيشمركة والاحصاء السكاني وتطبيقات المواد الدستورية الخاصة بإقليم كوردستان، لوضع حل طويل الأمد للمشكلات طال أمدها.

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.