Erbil 9°C الجمعة 22 تشرين الثاني 05:08

مخاطر إثارة قانون القومية الإيزيدية قبيل التعداد السكاني

انتماء الإيزيديين للقومية الكوردية لا يمكن أن يحكم عليه أحد، بل التاريخ هو من يشهد على ذلك

 

إثارة موضوع قانون القومية الإيزيدية ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل هي نتيجة لجهود مستمرة من بعض الأحزاب الإيزيدية منذ فترة طويلة. ومع ذلك، فإن تصعيد هذا الموضوع في هذا التوقيت، قبيل التعداد السكاني بقليل، يكشف عن نوايا واضحة. نعم، منذ فترة هناك محاولات من بغداد لتفتيت اللحمة الإيزيدية، بدءًا من دعم بعض الأفراد ليعلنوا أنفسهم أمراء أو سلاطين للإيزيديين، بينما يوجد أمير للإيزيديين تم اختياره من قبل مجتمع لالش. ورغم وجود الكثير من التساؤلات حول أدائه، هناك ضرورة للنظر فيها.

توجد مواد في الدستور العراقي معلقة منذ فترة طويلة وخاصة المادة 140 وكان يجب أن تُحل منذ سنوات، لكن يبدو أن هناك نية لحلها الآن، لكن بشكل مخطط له مسبقاً، أولاً، في نهاية هذا العام سيكون هناك تعداد سكاني شامل، وفي هذا التعداد سيتم العمل على العديد من الأمور الأخرى، مثل تثبيت القومية الإيزيدية، وهذا لم يذكر في الدستور، نعم، المادة الثالثة من الدستور تشير إلى أن العراق بلد متعدد القوميات والأديان ويعطي الحق للكشف عن الهوية، لذا لا مشكلة في الكشف عن الهوية، لكن لا يمكن إضافة قومية جديدة لم تكن موجودة أصلاً عند كتابة الدستور وإنما يتم الادعاء بوجودها الآن.

ثانياً، هذه الخطوة تشكل خطراً على مستقبل شنكال وسهل نينوى عند تطبيق المادة 140، هناك عمل ممنهج لقطع الجذور وقتل الأمل الذي كان الفرد في هذه المناطق يحلم به يوماً ما.

أؤكد هنا أن الموضوع ليس شأناً إيزيدياً بحتاً، بل يجب على حكومة الإقليم التدخل لأن هذه المسألة مسألة تاريخية وتتعلق بالجذور التاريخية لهذا الكيان. قد يرى البعض أن هذا الكلام مبالغ فيه، لكن الحقيقة هي أنه بدون انتماء الإيزيديين لهذه الأرض ولهذه القومية، فلن يكون هناك أصالة لهذه القومية كما كانت، ولن تكون هناك خصوصية لهذه الأرض كما اعتدنا عليها.

إضافة إلى ذلك، انتماء الإيزيديين للقومية الكوردية لا يمكن أن يحكم عليه أحد، بل التاريخ هو من يشهد على ذلك. أنا صريح في كتاباتي، إذا كان الإيزيديون لا يريدون العيش مع الكورد المسلمين، أُعطي لهم الحق في تقرير مصيرهم، إذا كان الإيزيديون لديهم أي ملاحظات على الأحزاب الكوردية، ليس لدي مشكلة في انتقادهم أو حتى مقاطعتهم، إن كانوا يريدون الانتماء الجغرافي للعراق، فهذا حق شرعي يقرره الاستفتاء، لكن أن يُؤخذ هذا الحق وهذه الهوية القومية بين ليلة وضحاها، فهذا غير مقبول.

نعم، من حق أي فرد التعبير عن رغباته واختيار هوية جديدة له، لكن يبقى أصله يعود إلى هويته الأولى. مثلما أن الكورد المسلمين هويتهم الدينية القديمة كانت إيزيدية، فإن الإيزيدي الذي يستغني عن القومية الكوردية، فإن القومية الكوردية ستبقى هويته الأولى، والأجيال سوف تتحدث عنهم ويقال عنهم إن هؤلاء كانوا من القومية الكوردية قبل أن يستغنوا عنها.

أخيراً أود أن أشير إلى أن أحد أهم مقومات القومية هي اللغة، والجميع يشهد و يعترف بأننا نتحدث الكوردية كلغة أم أصيلة، وليست نتيجة لأي استعمار أو تأثير خارجي، هذا يثبت أن جذورنا الكوردية عميقة ومتجذرة في تاريخنا وثقافتنا، وان لغتنا ليست فقط وسيلة للتواصل، بل هي أيضًا تعبير عن هويتنا وانتمائنا، و حتى في طقوسنا وسباقاتنا الدينية، وهذا يعكس تراثنا الثقافي والديني المتجذر في هذه اللغة.

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.