ثرثرة يكتبها: مراقب متقاعد
الدولمة هي أكلة يعود أصلها إلى أيام الدولة العثمانية مكونة من أوراق عنب ملفوفة ونباتات أخرى محشية بالأرز والخضروات والبهارات وغيرها واللحم أحياناً، وتصنع عبر حشو ورق العنب بالأرز والتوابل واللحم المفروم، وهناك مثل إيراني يقول عن أكلة "الدولمة" بما معناه في اللغة العربية بأنها "أي الدولمة" إذا لم يوجد في داخلها خديعة ما فلماذا هي ملفوفة بشكل مريب، مع ضرورة التأكيد بأن الملفوف أو الكرنب ليس له علاقة بأكلة "الدولمة" سوى أن أوراقه تستخدم بعملية اللف كما هو الحال مع أوراق العنب والسلق والبصل وغيرها، بالضبط كما هي العلاقة بين الفصائل الخارجة عن القانون مع الجارة سيئة السمعة مع فارق مهم أن العلاقة الأولى تنتج عنها أكلة "الدولمة" فيما العلاقة الأخيرة ينتج عنها طبق "تشريب" صنع بدماء الأبرياء.
ولكن ما علاقة "الدولمة" بالأمر بالمنكر والنهي عن المعروف؟
إذا افترضنا جدلاً بأن أوراق العنب والملفوف والبصل تمثل الفصائل الخارجة عن القانون، وهنا لابد من فتح الأوراق لنطلع على طبيعة الحشوة التي تخفيها تلك الفصائل، بالطبع لن تكون محشية بالأرز والخضروات فقد كشفت الأحداث وأثبتت الوقائع بأن تلك الفصائل إنما تم حشوها بالوهم لتصدره في أرجاء المعمورة أما نكهتها الأساسية فهي مستخلصة من رائحة الموت ممزوجة بنكهة البارود، فهل يرتجى من فصائل محشوة بالوهم سوى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف لتتجلى طبيعة العلاقة بين "الدولمة" مع الفصائل الخارجة عن القانون وكل هذا في سبيل جارة سيئة السمعة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن