ثرثرة يكتبها: مراقب متقاعد
طراز جديد تبتكره دولة جارة تتألق دوماً في تحريك بيادقها ببراعة وهي تلاعب خصومها طمعاً للفوز بمزيد من النفوذ على رقعة شطرنج واسعة تمتد من الشرق الأدنى إلى أقصاه، تلك الرقعة المهترئة والتي يتنافس فيها المتنافسون لتسوق تلك الجارة بيادقها المنقادين سمعاً وطوعاً إليها نحو محرقة أشبه بتلك التي أوقدها الملك النمرود لغريمه مع فارق أن محرقة الملك نجا منها الخليل إبراهيم فيما لم ينج أخلاء الدولة المسجلة في المحافل الأممية تحت عنوان جمهورية إيران الإسلامية.
وكما هو معلوم في لعبة الشطرنج فإن البيادق السود تدافع عن مثيلتها ذات اللون نفسه وكذلك البيض، في حين لم يحدث أن بيادق خضراً أو حمراً أو حتى زرقاً تدافع بل وتقاتل من أجل أن يحيا ملك الشطرنج الأسود أو الأبيض، فهذه البيادق هي علامة التفوق في منظومة الذكاء الإيراني للحفاظ على البيادق الأصلية وملوكها، وهذا ما يمكن أن يمنح إيران وقتا أطول لانعاش جسد الدولة المنهك فضلا عن استحقاق في براءة الاختراع كعلامة مسجلة باسمها.
ربما هناك من يدعي أن هذا الاختراع موجود سلفاً وحتى قبل أن تسبغ الجارة على نظامها لقب الجمهورية الإسلامية، ربما يكون هذا القول سليما إلى حد ما، في ظاهره على أضعف تقدير، هذا إذا جزمنا أن الابتكار موجود، لكن ما لا يمكن تجاهله أو إنكاره هي إن إيران لها باع طويل في تطوير الابتكار ذاته بل وتعديل محتواه حتى امتلكت من الخبرات والإمكانات ما أهلها لتزييف الابتكار وتنسيبه إلى نفسها.. ولن نختلف إذا ما قلنا بأنها أبدعت أيما إبداع في بناء وتطوير الابتكار القديم والتأسيس لمنهج جديد مليء بدروس الخذلان وواجبات العمالة ومهام قذرة لبيادق مرتزقة لتستحق عن جدارة بأن تصبح مالكاً شرعياً للابتكار وأباً غير شرعي له.
فانتشرت بأمر منها البيادق الملونة بألوان الموت في ربوع الرافدين ومروج الشام وبين أشجار الأرز واليمن التي ما عادت سعيدة وتغلغلت في أحشاء مواليها الذين شاركوها في صناعة الوهم ونشره بين مريديها عبر حروب زائفة كادت تقضي على مضاجع أهل تلك البلاد وزادت من تذمرهم فلم يعد محل في رقعة الشطرنج دون أن يتحول إلى ركام إما بصواريخ بالستية مباشرة أو عبر مسيرات يطلقها مرتزقتها ضد كل من تسول له كرامته على قول لا.. لكن كوردستان أبت أن تتنازل عن كرامتها وشموخها فجاهرت بلاءات ثلاث لتكشر الجارة عن أنيابها وتحرك ذيولها وتبدأ كعادتها بنشر الخراب والدمار ضد كل من لا ينصاع لارادتها، لكن إرادة الجبل لم تهتز رغم أن كوردستان قدمت من الضحايا في سبيل عزتها وكرامتها قرابين في طوابير طويلة ربما لن تكون الطفلة البريئة "جينا" التي خطفت من بين أحضان أمها وأحضان وطنها كوردستان خاتمة قوافل الشهداء.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن