إعداد: راميار فارس
رواية "الأسير الفرنسي".. هنالك بعض الأعمال الروائية التي تترك أثرا واضحا لدى كل قارئ نبيه. و"الأسير الفرنسي" للكاتب الكوردي السوري، جان دوست، والتي صدرت عن دار الساقي بيروت هي أحد تلك الأعمال الإبداعية.
"الأسير الفرنسي" رواية جمعت بين فنون السير الذاتية والتاريخ المروي المبني على وثائق حقيقية تتناول فترة ما من فترات التاريخ الإنساني.
بطل الرواية هو الفرنسي "جوبير" مترجم اللغات الشرقية والفرنسية والذي رافق حملة نابليون على مصر الذي يقع في أسر والي ظالم لدى توجهه هو ومن معه إلى بلاط شاه إيران محملا برسالة من الإمبراطور نابليون للشاه نفسه.
يقع جوبير نتيجة لخبث الباشا الظالم وطمعه أسيرا لمدة عام كامل في قلعة يديرها محمود آغا الرجل الطيب الذي يقوم بمساعدة جوبير ومن معه حتى يتم الإفراج عنهم نهائيا.
الرواية جميلة وغنية بالموضوعات التاريخية التي يوردها جوبير من خلال كتابة يومياته حيث لم يجد في السجن ما يشغله إلا الكتابة.
تبدأ يوميات جوبير منذ أن كان صغير مارا بأحداث الثورة الفرنسية وعصر الإرهاب حيث شهد إعدام روبسبير سفاح الثورة حتى دخوله معهد اللغات الشرقية في باريس وتعلمه اللغات العربية والتركية وقليلا من الفارسية وصولا إلى مشاركته في حملة نابليون على مصر وحتى سجنه لدى هذا الوالي الظالم.
الرواية أقل ما يقال عنها إنها عمل إبداعي فاق الخيال، اللغة سلسة وبعيدة عن الإسهاب والتكرار، الأحداث جاءت بالتسلسل دون لبس ظاهر، والأجمل هي تلك الوثائق والصور التي اوردها الكاتب في نهاية الرواية من الأرشيف العثماني إضافة إلى اللوحات الفنية، ففي إحدى اللوحات يظهر لنا جوبير بصحبة شاه إيران ونابليون يقف لاستقبالهم.
جان دوست كاتب كوردي سوري له العديد من الأعمال الروائية منها "إنهم ينتظرون الفجر، نواقيس روما، عشيق المترجم، ثلاث خطوات الى المشنقة" وغيرها الكثير من الأعمال الروائية الإبداعية التي أجاد بها قلم جان دوست.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن