أشرقت شمس البصرة الذهبية في السادس من يناير في أول جمعة من العام الجديد، 2023، لتضفي بأشعتها على استضافة «خليجي 25». هي بشرى خير للعراق بعد غياب طويل أدخل هذا البلد الطيب وأهله في غياهب حروب وحصار وإرهاب لا داعي منها البتة. وكان اتحاد كأس الخليج قد سبق واعتمد ملعبي البصرة الدولي، الشهير بـ«جذع النخلة» والمستوحى تصميمه من جذع شجرة النخل التي تشتهر بها مدينة البصرة، والذي افتتح عام 2013 والذي أقيم عليه حفل افتتاح البطولة، وملعب الميناء الذي افتتح رسمياً في ديسمبر 2022، لإقامة مباريات «خليجي 25».
وقد كتب رئيس الوزراء العراقي في تغريدة: "خليجي 25 في بصرتنا علامة من علامات تعافي العراق وتصديه لدوره الطبيعي بين الأشقاء والأصدقاء. أرض الرافدين تسير بثبات نحو الاستقرار والانفتاح على الجميع. أرضنا منبع للمحبة والتسامح والترحاب".
إن أهمية "خليجي 25" للبصرة تكمن في عدة جوانب وأولها إعادة تأهيل ملاعب العراق واختبار حقيقي لقدرته على تنظيم دورات إقليمية كبيرة مثل كأس الخليج، وهذا ما أكد عليه النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، علي جبار، باستعداد الاتحاد للبطولة بشكل كامل من الناحيتين الإدارية والتنظيمية واللوجستية، كما أضاف "يجب الاستفادة من كأس الخليج لتنظيم البطولات القارية والعربية في المستقبل". كما أوضحت اللجنة أن التفاهم بين اللجان في اتحاد الكرة ونظيراتها في الاتحاد الخليجي يعد من أهم ملامح نجاح البطولة، مؤكدة أن الملاعب التدريبية للفرق المشاركة في "خليجي 25" جاهزة.
كما كانت بطولة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين فرصة ممتازة لتطوير البنية التحتية للبصرة، مما دفع المحافظة بتنفيذ عدد من المشاريع ضمن برامج استثمار المحافظات باعتبارها المدينة المضيفة لكأس الخليج العربي الخامس والعشرين المقرر. وهذه المشاريع الرئيسية تشمل: مشروع مياه الزبير المتكامل، ومشروع طريق سريع يربط المدينة الرياضية بمطار البصرة الدولي، ومحطة تحلية 1000 متر مكعب في الساعة. بالإضافة إلى ذلك، تقوم شركات القطاع الخاص أيضاً بتنفيذ مشاريع خدمية في المحافظة. وكمواطنة خليجية أرجو من محافظة البصرة التي أنجزت هذه المشاريع الكبيرة ألا تتوقف عن هذا الحد حتى تعود البصرة كما كانت: "البصرة يمها الزبير بيها النخل بيها الخير".
لكن أهم فرصة لـ "خليجي 25"، هي مد جسور التواصل بين الشعب العراقي وشعوب دول الخليج، ولكي يتم تمكين تحقيق هذا الهدف لابد من الابتعاد عن تسييس البطولة نهائياً. وهذا ما نوه عنه رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، "أن البطولة تعتبر فرصة يمكن أن تساعد في تعزيز العلاقات بين العراق وبقية دول الخليج وهي تعني أكثر من مجرد أمل في تعزيز العلاقات الرسمية عبر هذه البلدان، بل تعني الأمل للشعب والبلد وقد تكون علامة على التعافي من السنوات العجاف والاضطرابات السياسية".
د.نجاة السعيد
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن