حزبنا الديمقراطي الكوردستاني هو رواية واقعية لشعب كوردستان، ومهما جرى استذكار ما مر به شعبنا وحزبنا من احداث اقرب للخيال وأبعد من منه احياناً، حيث صلابته للبقاء أمام أنظمة بطش، وقدرة قل مثيلها لعلاج الجراح الغائرة، فهو رواية من هذا الشرق الذي لم تزل شعوب فيه تناضل ضد عقلية من يريد فهم الحياة وتفاصيلها ومنها السلطة بمضمون يخالف مضمون قوانين الحياة.
رفيقاتنا ورفاقنا، عوائل الشهداء وأصحاب مصاب الانفال والسبي وضحايا القصف والقصف بالغاز السام، السجناء السياسيون والمهاجرون والمبعدون، يا كل جماهير حزب البارزاني الخالد: لكم من حزبكم سلام المناضلين الثوريين السائرين على درب مصطفى البارزاني أب امتنا والجمع المؤمن به من خيرة ما جادت به امتنا: إدريس البارزاني الحي في الوجدان والآلاف ممن يشملهم قوله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
لئن انعقدت تأملات في مسير حزبكم فأنها ستمتد على عقود ملأها نضالكم الذي سطره تاريخ الانسانية، فأن تأملناه تاريخ أنظمة فقد امتد من أيام الوصاية على الراحل فيصل الثاني وإلى الرئيس الخامس في نظام ما بعد 2003 في العراق، وتتسع للمتأمل ان يستحضر كل الاسماء التي لعبت ادواراً في الأسرة الإقليمية والدولية من عام 1946 عام التأسيس والمؤتمر الأول وإلى عام الناس هذا، ومع التأمل سيجد المنصفون عظمة قائد حزبنا وحكمة رئيسه الرفيق والأخ الكبير مسعود البارزاني، اذ وعلى امتداد الخمس وسبعين سنة منا التاريخ كله وشريكه تاريخ حزبنا فقد عبر الحزب عبر تحديات قاتلة خطرة قدم فيها قرابين معطرة بدماء الشهداء وصرخات الثكالى واليتم ليصل بقرار شعبنا إلى ضفاف الحرية والمنعة والتقدم.
قرابة العقود الثمان، سبقها البارزاني مصطفى المناضل مذ طفولته بسنوات من الحراك الذي نما فكان ان وضع لبنات أولى جمهوريات شعبنا بكوردستان إيران ثم ليقود رفاق طريقه في ملحمة آراس الكبرى حتى يمضي زمان يعود فيه إلى ارضه مع قيام الجمهورية في العراق، سبقها انتخابه رئيسا للحزب الذي ناضل فيه أجدادكم وآبائكم وإخوتكم وتحملت فيه المشاق جدارتكم وأمهاتكم من اجل يومكم المشرف هذا.
والد امتكم مصطفى البارزاني، هو المثال الكبير الذي يعد كنزا في تاريخ الإنسانية كلها وتاريخ كوردستان الكبرى والعراق، فمثل هذا القائد قليل ما تجود به الأزمان، قائد جعل المستحيل ممكنا، وكان ويبقى روحا ونفسا يديم المسار القومي والوطني ويصحح أي اعواجاج يصيبه.
والد امتكم مصطفى البارزاني ترك لكم من إرثه روح ومنجزات ثورة ايلول وثورة گولان، وترك لكن ارث الشهيد إدريس البارزاني الذي نفتقده ولم نفقده كلما مررنا بمكان مرت به الثورات ومع كل منجز لشعبنا.
مصطفى البارزاني ترك لكم ولنا الرئيس مسعود البارزاني الذي تحمل المسؤولية الضخمة لقيادة أمة وسط صراع دولي عنيف، فسار بالأمانة نحو هدفها مضحيا بخيرة أهله وعائلته وعشيرته مترفعا عن الجراح مؤثرا لمصلحة شعبه قبل أي مصلحة.
حزبكم الذي يعقد مؤتمره الرابع عشر، يتأمل في تاريخه ومعه المنصفون فلا يسجل له الا كل مكان للفخر، ولا يسجل لمناوئيه الا مواقف تستوجب عليهم العذر والاعتذار.
هاجمه أعداء الانسانية فصبر ونال وظفر، هذا هو حزبكم، حزب القيم والكلمة والعمل والأمل.
حزبكم الذي لا مكان فيه للأحقاد او الخيانة او الارتزاق، ولا موطىء قدم فيه لباعث على العنصرية او الشوڤينية او مبيّت المواقف من قومية او إثنية او طائفة او دين، حزبكم يمثل الانسانية في مثال قل شبيهه، حزبكم هو سلوك مصطفى البارزاني الذي عانقته المثل العليا وكان سابقا لزمنه ولفهم من قصر بهم الفهم.
ها هو حزبكم يعقد مؤتمره وقد تحمل الحروب العسكرية والأمنية وتفرعت منه أغصان ثورتين وانتفاضة، وتجاوز جراح حروبه دفاعاتنا الشرعية ودافع عن كوردستان والعراق ضد هجمة الظلام الداعشية، حزب لا يجاريه حزب في عديد تضحياته ونبل مواقفه وصواب اتجاهه.
وحتى قبل المؤتمر وخلاله وبعد ان يختتم أعماله بنجاح ان شاء الله، فلكم ان تفخروا فخر المؤمنين بالرئيس البارزاني، الوريث الأوفى للنهج الخالد، وان تفوا لتحقيق شعارات حزبكم التي استلها من صميم حاجات الأمة وقدم لأجلها الشهداء.
حزبنا الديمقراطي الكوردستاني، يجدد للرئيس البارزاني مكانه فالمكان يحتاجه والأمة والحزب والحاضر والعبور للمستقبل.
الحديث عن حزبكم يطول ويفترش صفحات التاريخ وصنع التاريخ لانه حزب من صميم التاريخ، تاريخ الأمة ومتشابك معها تشابك الوقت مع الزمن.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن