Erbil 9°C السبت 23 تشرين الثاني 02:04

الأنفال قضية وطن ...

الأنفال بصمة شرف باقية لهذا الوطن مقدمة لنا أحقية أن ندافع عن قضية ملهمة لنا أن طريقنا الذي نسير فيه هو طريق الحرية مهما طال الزمن

الأنفال بصمة شرف باقية لهذا الوطن مقدمة لنا أحقية أن ندافع عن قضية ملهمة لنا أن طريقنا الذي نسير فيه هو طريق الحرية مهما طال الزمن.

والأنفال وصمة عار في جبين من افتعلها على أنه لا يمت للإنسانية بأية صلة أو عقلانية لأنها باختصار هزت ضمائر الإنسانية الحقة، قصة يجب أن نأخذ منها العبر بأن الوطن قضية تستحق أن تُعمد بدماء أبنائه، أبناؤه الذين أُعدموا بلا رحمة تحت التراب في مقابر جماعية.

الأنفال قضية وطن نسمع من خلالها صرخات الأمهات على فلذات أكبادهن، أطفال ُيتموا ونساء ثكلى وزوجات رملت.

فالأنفال لم تكن معركة عادلة بين جيشين، ولم تكن حربا هوجاء بين بلدين، بل هي سمة من سمات الغدر بأبرياء عُزل تهمتهم الوحيدة أنهم إناس يبحثون عن أدنى مستويات الإنسانية في حريتهم لا أقل ولا أكثر، مستهدفة عشائر البارزانيين الذين هجروا واعتقلوا وقيدوا لأنهم أصحاب قضية، قضية ليست قضيتهم وحدهم بل قضية الإنسانية على مّر العصور، إنها جرائم الأنظمة الفاسدة التي أرادت إخفاء الحقيقة وتغييب شمس كوردستان، لكن الشمس بقيت ودُفن الطغاة بعد حين، وبقيت شعلة الحرية تنير درب هذا الوطن في أسمى معاني البقاء فالحق يمكن أن يتأخر ولكنه لا يموت.

الأنفال قضية صحيح أنها جريمة لكنها أمدت الإنسانية بمعنى الحق والحقوق لهذا الوطن لتصبح اليوم مدرسة تعلم البشرية النضال والحرية .

وهنا قد يسأل سائل لماذا الأنفال أصبحت ثورة حرية ومنارة مضيئة في تاريخ الثورات ولماذا هي مميزة في تاريخ الإنسانية عن بقية أحداث التاريخ التي حملت مجازر كثيرة باعتبارها وصمة عار في جبين الإنسانية؟!

أقول هنا لأنها كانت غادرة بجميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، جريمة استُخدم فيها السلاح الكيماوي المحرم على بني البشر، سلاح حمل الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور، لإنهاء وجود أمة امتلكت معاني الحرية والإباء والشهامة، فكيف لمن لا يملك هذه الصفات كالنظام المجرم البائد أن يقبل بوجود من يملك أرقى معاني الإنسانية وأكثرها عزاً، فأراد الإجرام أن يمحو المسألة الكردية محواً نهائياً وحاسماً باتباع سياسة "الأرض المحروقة" من أجل تفريغ الكثير من المناطق الكُردية من سكانها واعتقال الرجال وقتل النساء والأطفال الأبرياء، لتتحول الأنفال من مجزرة مؤقتة عابرة للإنسانية إلى مجد من الإباء والكبرياء ومدرسة نتعلم منها أن الموت بأبشع صوره سيكون محفزاً لأنشودة الحرية، وقضية وطن منه نستلهم الكرامة وفيه نعيش.

أنفال البارزانيين قتلت أكثر من 8000 مدني بريء بيد الغدر، 8000 قصة وأسرة وحكاية سنبقى نستذكرها ونحكيها ونكتب عنها لنوثق أخطاء الأنظمة السابقة الدموية التي أوجدت بأفعالهم اللاإنسانية سنوات مريرة على الشعب الكوردي حاملة أوزاراً ثقيلة ومروعة في تاريخ الإنسانية.

الأنفال اليوم ستبقى منارة مضيئة لكل كوردي وكل إنسان على هذه الأرض يُطالب بالحرية، ودعونا لا ننكر أن هذه الجريمة ورغم قساوتها إلا أنها لم تلقَ استنكاراً يليق بها ولم تلقَ دعماً من حقوق الإنسان يساير بشاعتها، بل كانت ومازالت ضمن صمت دولي عاثر لوقائعها.

أنفالنا قضية وطن وستبقى في ضمائرنا وفي قلوبنا، نراها من خلال عيون أطفالها وقلوب أمهاتها وصلابة رجالها، وستبقى عشائر البارزانيين هم وقود شعلتها التي لا تخبو ولا تنظفئ مهما فعل الطغاة ومهما فعلت الأنظمة، فالأنفال اليوم قضية وطن تقول لنا جميعاً أن الظلم مهما طال ظلامه ستظر الشمس لتنير الدروب نحو قمم الحرية، وستبقى شمس كوردستان مضيئة على علم هذا الوطن الذي قاسى ويقاسي في كل يوم من أجل كرامة أبنائه وحرية شعبه ومستقبل أجياله القادمة، فعلى هذه الأرض قضية شعب تستحق المجد ويستحق هذا الشعب أن يكتب عن قضيته في صلب التاريخ بأحرف من نور.

الأخبار

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.