Erbil 15°C السبت 27 نيسان 00:05

أربيل صمام أمان العراق ومفتاح الانسداد

ستبقى أربيل عاصمة الحضارة والسياسية والدبلوماسية والسلام، وستبقى مفتاح وصمام الأمان

سعد الهموندي

جميعنا يعلم اليوم مدى خطورة الوضع السياسي الذي يمر به العراق والذي ورغم أنه يتكرر دوماً إلا أنه وصل إلى درجة خطيرة هذه المرة، والتي لا يُستبعد فيها أن يتم حمل السلاح بين القوى المتصارعة في بغداد ونزولها إلى الشارع.

وجميعنا يعلم اليوم أن أربيل كانت ومازالت وستبقى المفتاح الذهبي وصمام أمان العملية السياسية وغيرها من العمليات، ولا يخفى على أحد الكم الهائل من الضغوط التي تتعرض لها هذه العاصمة السياسية والأمنية جراء مواقفها الثابتة ثبوت الجبال، والعالية علو القمم، خاصة ضد صراع مع الأقزام الذين يتوعدون ويهددون ويرعدون ضد إقليم كوردستان وأخرهم كان ما يسمى بتنسيقية المقاومة التي تجمع حولها المفلسون والفارغون بخطابات ما تسمى المقاومة والممانعة من أجل مكسب واحد وهو الهيمنة على اقتصاد وأموال بغداد.

ولا يخفى علينا جميعاً الأثر الكبير الذي قدمه رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني عندما تحرك بزيارته الأخيرة نحو مدينة السليمانية ليحرك المياه الراكدة ويجد الحل لعملية الانسداد السياسي وتقديم مبادرة بارزانية جديدة من رئيس الإقليم تضع النقاط على الحروف وتُخرج الجميع من عنق الزجاجة إلى الفضاء الرحب.

زيارة رئيس الإقليم إلى السليمانية ومنذ لحظاتها الأولى أدت إلى تحرك القوى السياسية واستعدادها مجدداً للحوار والتفاوض خاصة بعد أن فشلت بغداد والمنطقة الخضراء في الوصول إلى أي حل.

لكن التخوف الكبير يبقى من تدخل الأجندات الخارجية والداخلية المرتبطة أصوليا بالقرار الإيراني، فالميليشيات المسلحة غبية إلى درجة لا تعرف فيها التحدث في السياسة إذ إن لغتها الوحيدة هي لغة الإرهاب الذي يعتبر أضعف الأدوات، فكم من السهل أن تكون إرهابياً وكم من الصعب أن تكون سياسياً ومن قبلها إنسانا وطنيا.

فلغة الإرهاب لهؤلاء الأقزام كانت واضحة بخطاب ما يسمى بتنسيقية المقاومة والتي رأت في زيارة رئيس الإقليم إلى السليمانية أنه خطر على مصالحها، وكلنا يعرف أن مصالحها قائمة على الفتنة وتشتيت الشمل وبقاء حالة الانسداد.

فهذه التهديدات ليست بالجديدة وهي ملبية لدسائس القوى الخارجية في مناطق العراق المختلفة، ولم تجلب للعراق سوى الويلات والدمار والفتنة، ورد الإقليم كان وسيبقى واضحاً على مثل هذه التهديدات، فأي اعتداء على إقليم كوردستان وهو كيان دستوري ضمن العراق الاتحادي، سيكون له ثمن باهظ، ويبدو أنهم لم يأخذوا العبرة من التاريخ وإلا كانوا سيفهمون أن قوى أكبر وأكثر تسليحاً منهم لم تنجح في النيل من إرادة شعبنا، هذه المجاميع الخارجة عن القانون تمثل تهديداً لسيادة العراق وأمنه وهي ذاتها التي تمهد الأرضية لتفشي الإرهاب والفكر المتطرف.

ستبقى أربيل عاصمة الحضارة والسياسية والدبلوماسية والسلام، وستبقى مفتاح وصمام الأمان لجميع الخلافات بين القوى السياسية مهما كبرت أو صغرت هذه الخلافات، فالحوار البناء والهادف والمتزن والمسالم، هو ما تتبناه السياسة الذكية في إقليم كوردستان، وبه نجحت على مرّ العصور.

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.