جلال شيخ علي
بعد أحداث عام 2003 ومع تشكيل العراق الاتحادي تم التوافق على أن يتولى منصب رئاسة الجمهورية شخصية من المكون الكوردي، وأصبح مام جلال طالباني أول شخصية سياسية كوردية يشغل هذا المنصب.
لا أحد ينكر دور الرئيس طالباني في بناء العراق الاتحادي ولم شمل الساسة في بغداد تحديداً، وبعد وفاة الطالباني تولى المنصب الدكتور فؤاد معصوم الذي قضى فترة رئاسته في سباة عميق لم يستفق حتى عند استباحة كركوك المقدسة رغم دوي مدافع المليشيات وسحقهم لأجساد المدافعين عن المدينة بواسطة دبابات الأبرامز التي كانوا يستخدمونها في هجومهم على قوات البيشمركة.
ثم جاء دور الدكتور برهم صالح ليتولى هذا المنصب في صفقة سياسية بين أعضاء الاتحاد الوطني تضمنت الصفقة تخليه الدكتور صالح عن أعضاء الحزب الذي شكله مقابل منصب رئاسة جمهورية العراق المنصب؛ إلا أنه فشل كالآخرين وعجز عن تأمين مستحقات الكوردستانيين الدستورية المتمثلة في استحاق الرواتب حالهم حال باقي مكونات المجتمع العراقي وهو ذات المجتمع الذي عجز برهم صالح الدفاع عنه عبر الضغط على السلطة التنفيذية لتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل لأفراده.
واليوم عندما يرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني شخصا تراكمت فيه الخبرة السياسية والاقتصادية شخصية كـ هوشيار زيباري، الذي أثبت على مدى عقود تعاقبت أنه السياسي المحنك والإداري الرصين سيما بعد أن قاد دفة أخطر وأهم وزارتين سياديتين.. وهما المالية والخارجية، حقق خلالهما العديد من الانجازات مثل توقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي وسحب القوات الأميركية من البلاد ونجح في إخراج العراق من أحكام الفصل السابع وتسوية قضايا غزو العراق للكويت القديمة والحديثة وعمل على عودة العراق إلى جميع المنظمات الإقليمية والدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودمج العراق بمحيطه الإقليمي والدولي وعودة السفارات وفتحها وتبادل السفراء.
كما نجح في تحويل العراق من دولة مثقلة بالأزمات والحصار والديون والعقوبات والحصار إلى دولة طبيعية تعقد فيه المؤتمرات العربية والدولية والدبلوماسية العراقية عادت إلى ألقها وفرض احترام العراق على جميع الدول.
وفي الجانب الاقتصادي أيضاً نجح زيباري في تثبيت التصنيف الائتماني للعراق في السوق المالية العراقية وهذا يعد الإنجاز الأول من نوعه الأمر الذي ساهم في إنقاذ الاقتصاد العراقي من الإفلاس المالي في عامي 2014 - 2015 بعد هبوط أسعار النفط العالمية
ونتيجة لهذه الانجازات اعتبرت منظمة ال IMF هوشيار زيباري أكبر مصحح للاقتصاد العراقي .. هذه الانجازات لم ترق بعض الجهات السياسية التي تآمرت على زيباري وفي غفلة سحبت الثقة منه تحت قبة البرلمان في تمثيلية كان أبطالها أولئك الذين يدينون بالولاء لأطراف خارجية.. فهل يقارن الثری بالثريا؟
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن