Erbil 21°C الجمعة 22 تشرين الثاني 16:09

”كلمة أخيرة”..كاك مسعود بارزانى يختتم حكاياته ب”الشكر والنصيحة”

أوجه جزيل الشكر إلى عموم الكورد فى الأجزاء الأخرى والكورد القانطين فى خارج كوردستان لمواقفهم المشرفة

 لم يجد الزعيم مسعود بارزانى سوى “النصيحة والشكر”، حتى يختتم بهما مكتوبته العظيمة التى حكى فيها تاريخ نضال شعبه، كواليس كثيرة على مدار صفحات كتابه ” للتاريخ” كشف فيها العديد من الحكايات التى من الصعب أن يرصدها شخصاً غيره، فهو صانع الأحداث وشاهد عليها، ولذلك خرج بدروس مهمة ومفيدة لأفراد شعبه، ليتعلموا منها، وهى عادته فهو معلمهم وقائدهم وملهمهم، استطاع على مدارتاريخه الطويل، أن يحث شعبه على ديمومة الكفاح لنيل الحقوق ولكن عن طريق الحوار والدبلوماسية، وفى صفحات الكتاب أصر على طرح رأي موضوعي عن حقوق الكورد والمطالبة بها ضمن المعطيات الواقعية والمرحلية.

وأختتم كاك مسعود حكاياته فى فصل أخير يحمل عنوان” كلمة أخيرة “متوجها بالشكر لشعبه قائلا”من الضرورى أن أوجه جزيل الشكر إلى عموم الكورد فى الأجزاء الأخرى والكورد القاطنين فى خارج كوردستان لمواقفهم المشرفة ودعمهم للمطالب المشروعبة لشعب كوردستان خلال الاستفتاء”ص114”.

وقدم لشعبه النصيحة قائلاً”نصيحتى لكل فرد ولكل سياسى كوردى حيال موضوع الحقوق المشروعة لشعبنا هى أن لايدفئوا ظهورهم بأحد فى أى وقت، لأن العالم هو عالم المصالح، فإذا كانت لهم مصالح منسجة مع الكورد، سيصبحون أصدقاء، وان تعارضت مصالحهم مع الكورد سيهملونكم، ويتجاهلونكم. لذلك أعتمدوا فقط على الله وعلى أنفسكم، ومادمنا نملك البيشمركة والقوة الذاتية، فكوردستان تستطع حماية ذاتها “ص114”.

ويتحدث الزعيم عن شعبه بعزة وفخر قائلاً “لشعب كوردستان قضية قومية وتاريخية ودستورية مشروعة، ولاتستطيع أية أحداث أوعقبات، التقليل من عدالة تلك القضية، شعب كوردستان يدافع بالأمل والقوة عن تلك القضية”ص110”.

ويقدم دروسا مستفاده من كل ماحدث قائلاً “الطريق الوحيد لحل مشكلات العراق وإنهاء العقد والخلافات بين الإقليم وبغداد، والطريق الوحيد للوصول إلى السلام والتقدم، هو ترك العقلية الشوفينية وانتهاج ثقافة قبول الأخر”ص116.

مضيفاً، لقد كان الاستفتاء مكسبًا قوميًا ووطنيًا لشعب كوردستان، الاستفتاء انتصر لأن الغالبية صوتت بنعم لصالح الاستقلال، كان الاستفتاء سيعد فاشلا لو كان صوت ” لا” أكثر من ” نعم”، وإن كان شعب كوردستان لم يدع إلى الاستقلال. لقد انتصر الحق ومطلب شعب كوردستان، الأن العالم بأسره يعرف الرغبة الحقيقية لشعب كوردستان، وفى الوقت ذاته فإن الاستفتاء حمل معه دروسًا كثيره جدًا ومليئة بالمعانى لشعب كوردستان ولأجيال المستقبل، واحد من تلك الدروس هى:إذا لم تكن أنت، ولم تعتمد على ذاتك وأهلك وقدراتك، ستحسب وكأنك غير موجود.

ويختتم، نحن أردنا الحل السلمى والإخًوة، ونريد إنهاء المشكلات وأن تخطو شعوب المنطقة بسلام نحو التقدم والإزدهار، ونعتقد أن إنكار حقوق شعب كوردستان والحرب لاتعالج المشكلات، وسواء أكنا معاً أم لم نكن معاً، يجب أن يسود بيننا التفاهم والإحترام، فى حين هم لايعالجون المشكلات فحسب بل يعمقونها وينقلونها إلى الأجيال القادمة. هذا خطأ وظلم كبير أن يرتكب تجاه السلام والتعايش والاستقرار، مع ذلك فى حياة الشعوب خسارات وانتصارات. ولكن النضال والتصدى للظلم والشوفينية والعنصرية سيستمر، لأن الظلم والشوفينية والعنصرية ضد الطبيعة الإنسانية، شعب كوردستان يريد أن يكون جزءاً من الإنسانية، وليس جزءًا من الظالمين.

بالطبع شعب كوردستان يريد أن يكون جزءاً من الإنسانية، وهذا حقه، رسالته هى درس للشعوب فى العالم، من حق الشعب أن يحصل على حقه.

اذا كان كوردستان عانى الكثير والكثير ومر بتاريخ عصيب فى السادس عشر من أكتوبر،وغيره،  وتعرض لخيانات موجعه من القريب والغريب، لكن يكفى أن الشعب عندما قرر أن يدافع عن وطنه خرج وقال “نعم” فى الاستفتاء، ليعطى درساً حقيقيا ان الكورد اذا ارادوا فعلوا.

تفاصيل وتفاصيل رصدها كاك مسعود دلت على عشقه لشعبه وايمانه بالحرية، وتدل ايضا على تمتعه بالدبلوماسية والحنكة التى لاتخرج سوى من رجل مخضرم تربى فى بيت الحكمة، وسلك طريقه معلناً عن ميلاد زعيم تستحقه الأمة الكوردية وتقدس رسالته.

فى حلقات قادمة نتحدث عن الإبداع الذى استخدمه الزعيم مسعود بارزانى فى كتابه ” للتاريخ” لنكشف لجمهوره العربى، كيف حكى زعيم عن شعبه.

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.