تعد وسائل الإعلام بكل صنوفها وتخصصاتها وأدواتها، من أكثر الفعاليات تأثيرا في أوساط الرأي العام المحلي والدولي، من حيث اشهار الحقيقة والحق معا، ولها باع طويل في كيفية إيصال المعلومة إلى المتلقي وفي الوقت ذاته تستطيع دحض أية أخبار مضللة وكاذبة تستهدف الأمن القومي للامة .
وسائل الاعلام سواءً المسموعة أو المقروءة أو المرئية أو التواصل الاجتماعي وغيرها، قادرة على إسقاط الحكومات المستبدة والقمعية، التي تضطهد شعوبها أو أنها تحرمها من حقوقها الدستورية والدولية المشروعة .
في إقليم كوردستان واكبت وسائل الإعلام حركة التحرر الوطني الكوردستانية، وقدمت خدمات كبيرة في أثناء الثورات والانتفاضات والمعارك الضارية مع الحكومات العراقية المتعاقبة بالرغم من الإمكانية التقنية المحدودة في حينها وقبل صناعة الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي الحالية.
ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه وسائل الاعلام تجاه القضية الكوردستانية ...؟
وسائل الاعلام تستطيع ان تؤدي أدواراً ضخمة في هذا الإتجاه من خلال نشر الوعي في أوساط المجتمع الكوردستاني، عن ماهية الحقوق الدستورية والدولية المشروعة لشعب كوردستان .. والعمل على إذكاء عوامل التثقيف الشعبي العام بين شرائح المجتمع خصوصا اذا ما اخذنا حالات الأمية في المناطق الريفية والنائية والجبلية ، التي يصعب الوصول اليها، وتحديدا المناطق التي يقطنها الكورد في العراق وايران وتركيا وسوريا، ينبغي على وسائل الإعلام في إقليم كوردستان استحداث برامج متخصصة في كيفية توحيد اللهجات الكوردستانية وتقوية اللحمة داخل البيت الكوردستاني ، إضافة إلى نشر الوعي الثقافي القانوني والدستوري والدولي .. يجب ان تسهم وسائل الاعلام في شرح ابعاد هضم الحقوق المشروعة وفضح الدول التي تصادر تلك الحقوق خلافا للقوانين الدولية .. وتسليط الضوء على الممارسات الخاطئة لبعض الأحزاب السياسية والدينية حديثة العهد والتي تحدث ضررا في الحركة التحررية الكوردستانية، وتشق وحدة الصف كذلك.
ولابد من تناول وسائل الاعلام بوتيرة أعلى أسباب إخفاق الكورد في إقامة دولتهم المستقلة وتحميل المسؤولية لمن كانوا سببا .
هذه الجهات تنكرت لتضحيات مئات الآلاف من الشهداء والمغيبين والمقابر الجماعية ، وسائل الاعلام في إقليم كوردستان تمارس نشاطاتها بحرية دون قيود وما عليها إلا تأدية واجبها الوطني، بأحسن صورة، أن لا تغرد خارج السرب الوطني ...
مائة عام مضت ونزيف الدم الكوردستاني يجري دون توقف آن الأوان لتكاتف جميع الجهود الخيرة من أجل التحرر ووقف التضحيات .
أرى أن وسائل الاعلام لها الإمكانيات بأن تحتل الدور الريادي في الخلاص من هذه الدوامة التي طال امدها، وعليها شرح وتوضيح مواقف الدول الكبرى والمجتمع الدولي والأمم المتحدة دون التقيد بأية ضغوطات .
الدول الكبرى صاحبة المصالح هي التي أعاقت إقامة الدولة الكوردستانية منذ مطلع القرن العشرين وغالبا ما تتنصل عن التزاماتها القانونية والأخلاقية .. ومعاهدات سيفر ولوزان وسايكس بيكو انموذجا لهضم حقوق الكورد .. في اتفاقية الجزائر عام 1975 بارك هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا هذه الاتفاقية وتخلى عن الكورد، وهكذا حالات عديدة ربما يجهلها بعضهم من المتجمع الكوردستاني، ليس صحيحا حجب هذه المعلومات القيمة عن شعب كوردستان، واناشد وسائل الاعلام باللغة العربية عليها عبء أكبر للمواصلة مع الشرفاء العرب الذين يجهلون مظلمة الكورد عبر مائة عامة لان الاعلام العربي نقل الحقائق المغايرة وشوش عقول الكثير، خصوصا الظلم الذي وقع على الكورد بعد نفاذ الدستور عام 2006 . وتعليق أكثر من خمسة وخمسين مادة تخص شعب كوردستان وحجب الميزانية السنوية لعدة سنوات وقطع رواتب موظفي كوردستان ...
أنني أرى من خلال عملي في الفضائيات ورجل قانون صار لزاما على وسائل الاعلام الكوردستانية، أن تؤدي دورها بمستوى معاناة الشعب وان لا تتخلف عن الركب مع باقي الجهود السياسية والعسكرية والشعبية في الإقليم، والقصد من وسائل الاعلام ليست الوطنية وانما وسائل الاعلام الأخرى المحسوبة على المعارضة التي لطالما تتخذ موقفا مغايرا لطموحات شعب كوردستان وتختار المماحكات الإعلامية الضارة بمسيرة العمل الوطني الكوردستاني وغير المجدية جماهيرا ...؟
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن