المواطن الكوردستاني في الميزان...
المواطن في أي دولة هو صاحب السلطات الذي يأتي بالساسة الصالحين أو الفاسدين وهو وحده الذي يتحمل النتائج السلبية منها، أو الإيجابية وكلاهما بالمحصلة النهائية تعود إليه بشرورها وحسناتها فلا عذر أو إعذار عن الجهل بهذا السياسي أو ذاك.
الشعب عادة وفق الدساتير الوطنية هو مصدر السلطات الثلاث هو يأتي بالحكومات وهو الذي يزحهم عن سدة الحكم، وهنا السؤال المفصلي يطرح نفسه عنوة ؟ .
لماذا هذا المواطن يقترع للفاسدين والخونة والعملاء ..؟
هذه التساؤلات أرميها في الملعب الكوردستاني بحاجة إلى جواب من لدن العقلاء ...؟ كيف اقترع للفاسد والعميل والخائن هذه الثوابت الثلاثية لا تفسير ثانوي لها . فالفاسد هو الفاسد وكذلك العميل هو العميل وثالثهما الخائن . ؟ ما هي الأسس والمعايير التي جعلت هذا المواطن أن ينتخب؟ . دون أن يدرك ماهية الأخطار على حقوقه القومية وحقه في تقرير مصيره ..؟ . إذا كان يجهلها فعليه استشارة أصحاب العقد والحل من العقلاء وأن لا يرمي نفسه في التهلكة المدمرة ... المواطن في إقليم كوردستان منحت له الحرية الكاملة بموجب العمل الديمقراطي ...وما عليه إلا أن يحسن الاختيار ما بين الصالح والطالح في مسألة تقرير مصيره .. وحسب معرفتي بأصالة المواطن الكوردي أنه قومي الفكر والعقيدة والطموح في تحقيق أهدافه التحررية ووعيه حضاريا ناضجا لا لبس فيه .
وهنا السؤال يبقى عالقا ... لماذا إذاً بعضهم يقترع للساسة الأعداء لطموحاته القومية التحررية ..؟ أنه سؤال كبير يحتاج إلى جواب أكبر ..؟ المسألة لا تتطلب التعمق في مضامينها ولا في أبعادها لطالما تتعلق بمصير خمسين مليونا ...؟ المواطن هو سيد الأحزاب وقادتها وهو الذي يقرر ما يجب فعله من عدمه .
في البيت الكوردستاني صورة غير مكتملة الأوجه ولا يوجد معيار ثابت عند التقييم إلا اللهم الذي يرتبط بحق تقرير المصير وهو الغاية والوسيلة والهدف الأسمى ؟ .
المواطن الشريف وحده الذي يسقط الرهانات الخاسرة التي تحدث له الضرر من الأحزاب كافة . إلا أنه سوف يطهر بيته من خونة الدار ويمضي قدما في تحقيق طموحاته رغم أنف تلك الأحزاب السياسية منها أم الدينية التي تتآمر على وجوده ومستقبله . وهذا عهدي بشعب كوردستان الذي أسقط كل الرهانات عبر مائة عام وأن كانت النتائج لن تتحقق سريعا في تلبية طموحاته المشروعة. هذه هي طبيعة انتزاع الحقوق المهضومة التي صادرتها الحكومات الظالمة في المنطقة .
إذاً بات لزاما إعادة ترميم البيت الكوردستاني على أسس صحيحة ومتينة.
هذه المنطلقات النظرية والعملية تبنتها القيادة السياسية للحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ تأسيسه الأول عام 1946 بزعامة الجنرال الملا مصطفى البارزاني . وما زال يناضل من أجل تحقيقها وهو الحزب الوحيد على الساحة الكوردستانية . الذي يهتم بتقوية الجبهة الداخلية وجمع شتات الأحزاب والجماعات التي تغرد خارج السرب الوطني . التي لا يعنيها أمر تقوية الجبهة الداخلية ولا تهتم بالطموحات القومية لشعب كوردستان .
وارى ان الاقتتال الداخلي يأتي وفق أجندات إقليمية لغرض إجهاض أي مطالب كوردية بقامة الدولة المستقلة ... وإلا كيف نفسر التصريحات من بعض القيادات الحزبية الكوردستانية بالقضاء على تجربة إقليم كوردستان العراق ..؟ .
عندما نتعمق بالأسباب التي أدت إلى فشل الكورد بتأسيس دولتهم المستقلة عبر مائة عام لا نحتاج الى عناء في التقصي عن الأسباب فهي واضحة للعيان.. إذا كانت التصريحات من بعضهم علنية فكيف تكون التحالفات السرية مع أعداء الكورد .؟ . في الوقت الذي يشكل الشعب احدى الشروط التي يفرضها القانون الدولي في إقامة الدولة الحديثة وهي الأرض والشعب والقيادة السياسية المسؤولة والاعتراف الدولي. فهل يعي المتآمرون على وحدة الصف الوطني في القانون الدولي ..؟
أن الحلول وكل الحلول بيد الناخب الذي يصفق لخونة الدار ...؟ أن المواطن الواعي والمتنور يستطيع فهم ما يجري حول من أحداث التي لا تصب في مصلحته وبعيدة عن تحقيق طموحاته . لو أخذنا التجارب التي خاضتها الشعوب في باقي المناطق من الكرة الأرضية وكيفية توحد الشعب مع قيادته السياسية ربما نصاب بالصدمة عند مقارنتها مع بعضهم في إقليم كوردستان ...
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن