Erbil 7°C السبت 23 تشرين الثاني 06:47

تأجيل حل الازمات مازال مُستمراً

يبقى الحل غائباً ومفقوداً مثلما هو المتهم مجهولاً

حتى اشعار آخر، والى زمن وموعد قد يأتي او لا يأتي أبداً، يظل مسلسل الاحداث والازمات في العراق مستمراً على قاعدة يتعامل بها أغلب اللاعبين (ان لم يكن كلهم) حتى ان لم يتفقوا او يقبلوا بها، وهي ان كشف المخفي والمستور مُؤجلاُ ومسكوتاً عنه مهما كان الثمن او عدد ضحاياه من ابناء الشعب العراقي المسكين، طالما ان قيادات واركان اللاعبين الاساسيين في العملية السياسية يسيرون ويتحركون ويتمتعون بالمزايا والصلاحيات والسلطة، رغم تبادل الادوار بينهم في المواقع والمناصب، سواء كانوا في الحكم او المعارضة أو كانوا يمثلون الوطنية والتبعية لهذه الدولة او تلك. 

يبقى الحل غائباً ومفقوداً مثلما هو المتهم مجهولاً، رغم توفر كل الادلة والبراهين عليه، ورغم ان الضحية تصيح و تصرخ وتُؤشر وتُحدد وتُشخص الجاني والقاتل، فالوضع هو هو كما يريدون... والعدل والحق غائب مُغيب، ويجري تبادل وتوزيع للادوار يتم باتفاق معلن او بغيره منذ عام 2003 الى اليوم يستمر وربما سيستمر الى زمن لا نعرف او لا يستطيع احد ان يحدد مداه او نهاياته. 

من تفجير الامامين العسكريين الى سبايكر والى سقوط الموصل واحتلال حوالي ثلث مساحة العراق،  واستشهاد اكثر من 700 متظاهر واصابة حوالي 20 الف من المحتجين والمتظاهرين من ثوار تشرين، ومئات القتلى والمُغيبين هنا وهناك، وعشرات او مئات اللجان التحقيقية وعلى مختلف المستويات (برلمانية حكومية قضائية.. وو) تم تشكيلها خلال السنوات الماضية، عملت ومازالت تعمل بعضها حتى الآن، ولكن من دون نتائج او فوائد، فتحديد الجاني او القاتل او المذنب او المقصر ما زال غائباً او غير معروف في تقاريرها او محاضرها التي يتم فيها التأجيل والتسويف الى اشعار آخر قد يأتي او لا يأتي. 

ابناء العراق الهائمين على وجوههم الباحثين عن فرصة عمل تخلصهم من البطالة وسوء المعيشة والذين جربوا كل اساليب وطرق الديمقراطية والتحضر من المناشدة والشكوى وعرض المطالب عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والتجمعات والتظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات، بل حتى استغلوا المناسبات الدينية والاجتماعية لعرض مطالبهم ومناشداتهم التي لا تمثل في بلد آخر غير العراق الاّ حقوقاً مفروغاً منها ولا تحتاج حتى الى طلب. 

العراقيون الحائرون سواء كانوا متعلمين او اصحاب شهادات وخبرات، أغلبهم مركون على الاهمال والتجهيل، لكنهم ما ان يخرجوا من العراق تجدهم ينطلقون في عوالم الابداع والتميز، وكأن لسان حالهم يقول: في وطنك مُهمل عاطل عن العمل مجهول، وفي الغربة عالم عامل معروف، ولا يجدون مجالاً للانطلاق والابداع الا في ديار الغربة والتشرد واللجوء. 

انقاذ العراق مما هو فيه مهمة أكبر من قدرة شعبه الذي جرب ويُجرب كل طرق التغيير والاحتجاج لكن غياب الدولة وضعف الحكومة وعدم قدرتها تسيير امور البلد وسكوتها او تراخيها وتناغمها مع سلطات وقوات وميليشيات الدولة العميقة وسيطرتها على مختلف شؤون الحياة، يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي والامم المتحدة لانقاذ العراق وشعبه مما هو فيه، والذي كان يوما من اغنى بلدان العالم لما يتمتع به من امكانيات وثروات وتحول الى بلد فقير عاجز عن دفع رواتب موظفيه.

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.