حقوق المظاهرات في الميزان

أقرت العهود والمواثيق الدولية حق التظاهر السلمي كونه من الحقوق والحريات الأساسية .  والزمت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تضمين دساتيرها في البابين الأول والثاني هذا الحق . وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1948 . في المادتين 19 و 20 . وكذلك تضمنه العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 . وورد في المواد 19 و 20 و 21 .. هاذان العهدان اشترطا السلمية لحق التظاهر والتعبير عن الرأي.

وقد حذر العهد الدولي من الخروج عن السلمية استنادا الى الفقرة الثانية من المادة 20. التي نصت (تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف. ) . فالدستور العراقي تضمن في المادة 38 كذلك حق التظاهر السلمي ... إذاً حق التظاهر بات من الحقوق المكتسبة وفق الدستور ومكفول من العهود الدولية .

فإن أي خروج عن السلمية وهذه المعايير الدستورية والقانونية الدولية سوف يفقد المتظاهر حقه الدستوري والقانوني الدولي ويتحول من صاحب حق الى مجرم مطارد من القانون .. لا أحد فوق القانون .. فالقانون يعلو ولا يعلى عليه.

إن التعبير عن الرأي للمطالبة بالحقوق المهضومة بالطرق السلمية . يعد وسيلة حضارية تحقق الأهداف المرجوة بسهولة ويسر . على عكس الطرق الهمجية التي تصاحبها اعمال إجرامية والعنف المفرط  من خلال تدمير الممتلكات العامة والخاصة . أو التعرض الى الأجهزة الأمنية المكلفة في حماية المتظاهر السلمي أو ارتكاب جرائم القتل والاعتداء على الأشخاص .

 ولا بد من الامثال الى القانون الخاص في تنظيم حق التظاهر والاستجابة الطوعية الى شروطه . فهو اسهل طريقة لتحقيق الغاية والهدف من المظاهرة . لان المتظاهر سوف يكون وجها لوجه مع الجهة المعنية لتنفيذ  مطالبه المشروعة .

إن استخدام العنف والقتل والتدمير سيكون الخاسر الأكبر هو المتظاهر . لأنه يفقد حقوقه ويصبح تحت قبضة القانون وبالتالي سيقضي بقية حياته في السجون ... فحذاري من هذه التصرفات المدمرة وعلى المتظاهر  أن يعي خطورة الرضوخ الى التدخل الخارجي المشبوه فأنه سيجعل منه متآمرا على الوحدة الكلية للشعب ومتهما في الخيانة العظمى.  وهي جريمة جنائية عقوبتها الإعدام في اغلب القوانين العقابية للدول إضافة الى تحمله التعويضات عما دمره اثناء التظاهر المصحوب بالعنف ... ان  تدمير الممتلكات العامة التي هي من الأملاك المشاعة لكل الشعب بما فيها المتظاهر نفسه . فهل يدرك المتظاهر هذه الحقوق المشاعة ..؟ اذا كان المتظاهر غير قادر على التمييز في كيفية الحصول على حقوقه أو انه مدفوع من جهات اجنبية فلا يستحق الرأفة به.  لان الشعار الذي رفعه خلال التظاهر وهو شعار مضلل الغاية منه احداث فتنة داخلية والاجهاض على المكتسبات التي حققها شعبه عبر عشرات السنين من بينها  الطموحات القومية  ...؟