من الثوابت التي اعتدنا عليها في حياتنا , أن المطر خير ونعمة, والشعوب التي لا تنزل الأمطار على أرضها, تقيم صلاة الاستسقاء, كي يستجيب الله لصلاتها ويسخّر الغيوم من أجل أن تشملهم بنعمة المطر، لكننا في بلاد الرافدين كسرنا هذه الثوابت, وبسبب الفساد وسوء الإدارة والإهمال, صار الناس يدعون الله عز وجل أن يجنبهم الأمطار كي لا تغرق منازلهم, ولا تسقط السقوف على ساكنيها ولا تنقطع سبل الحياة.
المعلوم لدى الجميع أن ما أنفق على ملف الخدمات رقم مهول من الأموال, ومع هذا ظلت البُنى التحتية تحت الصفر, والسبب أن جميع من تصدّى لموضوعها هم من الفاسدين أو من "عابري السبيل" في مسيرة الوطن, إذ ليس هناك أي انتماء حقيقي لهم, وبمقارنة بسيطة مع إقليم كوردستان المحروس بعناية الله, ولا نجعل المقارنة مع دول أوربا ) كي لا نذهب بعيدا), نجد أن هذه الأمطار تمثل خيرا ونعيما في مدنه وشوارعه, لأن الخدمات التي وفرها قادة الإقليم، جاءت عن طريق إدارة حكيمة وانتماء حقيقي للشعب والأرض، ليس كما يحدث في بغداد والمدن الأخرى التي فشلت في احتواء أي أزمة, وظلت ما يزيد عن سبعة عشر عاما, تسرق وتنهب وتماطل دون تقديم أيّ شيء للمواطن المظلوم المنهوب، بل تسعى لإلحاق الضرر الدائم به وكذلك بأبناء الشعب الكوردي من خلال قطع الرواتب، تحت ذرائع وحجج واهية, مع أن جميع القادة السياسيين في العراق يعلمون ماذا وفرت قيادة الإقليم لأبنائها, حتى غدت ملجأ لجميع من يطلب الراحة والسلام والاستقرار, وظلت قبلة للسياحة والسائحين.
إن الذي حدث قبل يومين في بغداد والمحافظات من فيضانات وغرق للشوارع والمنازل, سيتكرر طالما هناك إهمال وتلكؤ وفساد وسوء إدارة, على العكس من إقليم كوردستان, الذي حرص على إدامة ملف الخدمات بأعلى درجات الإتقان والإخلاص, حيث تعاقدت حكومة الإقليم مع أفضل الشركات الكورية بمشروع استراتيجي يمتد حتى 2030، من أجل تحقيق بنية تحية تليق بالإنسان وتحفظ حياته الآمنة المحترمة .
نقول هنا لقادة العملية السياسية في العراق، الذين ظلوا مصرين على سياسة الاستحواذ على المال العام والاستهانة بأبناء الشعب, تعلموا من قادة إقليم كوردستان, واحرصوا على بلدكم وأبناء شعبكم كما حرصوا هم وظلوا مدافعين عن شعبهم، بكل تفانٍ وإخلاص وشجاعة وحكمة .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن