حرية التعبير تعني حيوية المجتمع ونشاطه، وهي جزء من مشاركة المواطن في المجالين السياسي والفكري، فقدان حرية التعبير يعني موت الإبداع ومعارضة الآراء المختلفة.
وهنا برزت فكرة تنظيم الحريات العامة وحرية التعبير حتى لا يساء فهم هذا المصطلح ويصبح سبباً لانتهاك حرية الآخرين أو أن يصبح أداة للإهانة والسب.
تنص المادة (38) من الدستور العراقي للعام (2005) بوضوح على الحق في حرية التعبير:
•حرية التعبير بجميع أشكاله
•حرية الصحافة والمطبوعات والمنشورات
•حرية التجمع والتظاهر السلمي.
كما ضمنت المعاهدات والاتفاقيات الدولية حرية التعبير، وتنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن حرية التعبير حق للجميع، دون المساس بالحق في حرية التعبير والرأي الشخصي.
حرية التعبير تفتح الباب للإبداع والابتكار في مواجهة المجتمع، وعلى العكس من ذلك، فإن إغلاق هذه الأبواب سيفقد المجتمع قدرته على تنوير وتفكير وإصلاح الأفراد، وهي ليست سوى خسارة كبيرة.
في الوقت الحاضر أصبحت الشبكات الاجتماعية والفن والمسرح منبراً للتعبير العام في جميع أنحاء العالم، وكلما طرأ حدث سياسي أو اجتماعي يكون هناك رد فعل مباشر من الناس ويكثر الحديث عنه، ويعد المسرح من أقدم وأشهر أشكال الفن. على الرغم من تقليص دور المسرح وإهماله لعدد من الأسباب، يمكن أن يصبح المسرح منصة لحرية التعبير والتوجيه للشعب كما كان الحال في أيام الثورة الشعبية الكوردية، وعلى الرغم من كل الرقابة على الحرية، فقد دعم الفنانون دائماً عروضهم المسرحية وحذروا الناس، وللمسرح دورٌ مهم في توعية الأفراد المجتمع.
لكن هذا لا يعني أن يكون لدينا حرية مطلقة، أو حرية من دون قيود ومن دون تشريعات وقوانين، بل أن تكون الحرية ضمن إطار من المسؤولية.
حرية التعبير حق أساسي في أي نظام ديمقراطي، وهي أساس مهم لسلطة الديمقراطية، الحق في حرية التعبير والتعبر به، لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير، بأي وسيلة من وسائل الإعلام أو التعبير به بأي نوع الذي يريده الفرد ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون تدخل، والبحث عن المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها من خلال أي وسيلة وبغض النظر عن الحدود، ببعض الطرق، بدون تدخل الآخرين.
فيما يتعلق بحدود الحرية، إذا كانت وسائل الإعلام والصحافة ضد الفساد فنكشفه وعند الباب نفضحه، لكنه لا يؤدي بأي حال من الأحوال إلى القذف والضرب على مجد الأفراد وخصائص الأفراد، يجب أن يتم توفير حرية التعبير دون أي إكراه أو رقابة أو إهمال من قبل الحكومة بشرط ألا يكون مضمون هذه الحرية منصة لضرب ومهاجمة الآخرين ومخالفة قوانين وأنظمة الدولة، وعدم انتهاك الحرية أو انتهاكها، ولا ينبغي استخدام هذه الحرية لغرس الكراهية أو العنف أو المعتقدات الشوفينية، بل ينبغي أن يُستخدم لاحترام حرية وآراء بعضنا البعض وقبولها، سواء سياسياً أم دينياً أم أي آراء مختلفة.
حرية التعبير تحقق هدفها عندما لن يضر ويدمر الظروف الاجتماعية والنفسية للأفراد... علاوة على ذلك أي عمل تفوح منه رائحة الحرب هو عمل عنيف ومعارض، وهو ضد الأمن والصحافة، لذلك من الضروري النظر في المجتمع وحدوده.
لهذا السبب تتحقق حرية التعبير عندما يتحقق هدفها دون الإضرار بالرفاهية الاجتماعية والنفسية للأفراد وتدميرها ... لذلك تتطلب حرية التعبير مجموعة من التدابير مثل: -
-احترام الحقوق والمجد والشهرة.
-احترام الأمن والسلام والقواعد والأنظمة.
-لا يؤدي إلى انتشار الحرب والفوضى.
-لا تؤدي إلى انتشار الكراهية والاستياء.
-أن لا تكون الصحافة ووسائل الإعلام سببان للعنصرية والطائفية.
-الأفضل للصحافة أن تكون ضد التفرقة والتمييز، وخاصة لكل من يتسبب في العنف والعداء، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الحفاظ على السلام العام، هناك العديد من الأمثلة، تعرض الفرد إلى المشاكل الاجتماعية بسبب منشور، وواجهت نساء كثيرات مشاكل اجتماعية وعائلية، لنشر مقال خلق مشكلة بين العائلات، أن بعض المشاكل وصلت إلى مستوى القتل وانتهت بالموت.
بشكل أو بآخر نرى الافتراء والتدخل في حياة الأفراد والنساء خاصةً، على الشبكات الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعي، لذلك فإن حدود حرية التعبير مهمة ويجب على كل صحفي ومذيع أن يأخذ في الحسبان ظروفه ومجتمعه.
ويكن على علم بأي خطوات لحماية سلامة المجتمع والأسرة، نستنتج هنا بعض الضوابط عن حرية التعبير وحدودها:
-التزام آداب المناقشة والحوار، التسامح مع الأفراد، واحترام حقهم في التعبير.
-عدم التعرض لخصوصيات الناس ولا ينبغي المساس بحقوق الإنسان وبسمعتهم.
-احترام الدين والقوانين والنظام العام وقيم المجتمع، لأن القيم لها أثر عظيم على الأفراد فهي تدعو لنشر المحبة والود بين أبناء المجتمع الواحد.
-تجنب كل ما يؤدي إلى الفتنة والتفرقة والكراهية والعنف.
-احترام الرأي المخالف، قبول حق الآخرين.
-اعتماد النقد البناء الهادف إلى الإصلاح وتحقيق الخيرالعام.
هذا العمل هو جزء من مشروع (أصواتنا) الذي تنفذه منظمة السلام و الحرية بالتعاون مع منظمة إینترنیوز
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن