صوّت البرلمان العراقي لصالح فوز الدكتور فؤاد حسين بحقيبة وزارة الخارجية في العراق الاتحاد الفيدرالي، يوم السبت 6-6-2020 وهو ماكان متوقعاً بحسب ترجيحات لمحللين سياسيين، ووسائل إعلام حائزة على ثقة متابعيها، هذا الخبر أدخل غبطة كبيرة في نفوس الكورد، واحتفوا به على وسائط التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
شغل الدكتور فؤاد حسين مناصب هامة في اقليم كوردستان رغم أنه لم يكن يوماً ضمن صفوف الحزب الاقوى "الديمقراطي الكوردستاني" منها منصب رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان، وكان الرئيس مسعود بارزاني يثق بقدراته الفذة وأفكاره بشكل كبير، وقد صحبه في زياراته الهامة في مختلف عواصم العالم.
كما كان الدكتور حسين مرشّح الديمقراطي الكوردستاني العام 2018 لرئاسة جمهورية العراق، وبحسب تفاهم بين البارتي واليكيتي اقترب السيد حسين كثيراً ليكون رئيس العراق الاتحادي الفيدرالي، لكن اليكيتي خالف التوقعات في اللحظات الاخيرة قبل اجتماع البرلمان العراقي للتصويت على المرشح الكوردي باعتبار أن رئاسة الجمهورية من نصيب الكورد بحسب توافقات معروفة، ونجح وقتها الكوردي الدكتور برهم صالح عن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني.
وكان الرئيس مسعود بارزاني قد أصدر بياناً وقتها أكد يوم 24 أيلول، 2018، أنه عرف فؤاد حسين " إنساناً مخلصاُ نزيهاً أثق تماماً بقدراته"، وقال إنه "مقتنع بأنه سيؤدي مهامه بصورة جيدة وأنه حين يتولى رئاسة الجمهورية سينفع شعب كوردستان والعراق والمكونات العراقية وسيهتم لأمرهم".
بعد ذلك تسلم الدكتور حسين منصب وزير المالية في الحكومة الاتحادية برئاسة عادل عبدالمهدي. ولكن العنصريين الطائفيين أرادوا له الفشل في مهمته كوزير للمالية العراقية، فتم اتهامه من قبل بعض البرلمانيين العراقيين بأن " فؤاد حسين يتعامل مع وزارة المالية وكأنها وزارة لكوردستان، وليست وزارة اتحادية، كونه يرسل الأموال للمنطقة دون العودة لبغداد” رغم أن هذا الاتهام لم يتم التأكد بشأنه الى اللحظة!!
وكانت ما سميت لجنة النزاهة قد قالت أنها ستدعم استجواب وزير المالية فؤاد حسين داخل مجلس النواب بداية الفصل التشريعي الثالث”.
وصلت السوءة "السياسية" ببعض الأطراف السياسية إلى حد تصريح عضو ائتلاف دولة القانون علي الغانمي يوم 23 نيسان الماضي بأن" وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال جزء من أزمة البلاد الراهنة".
لقد حاولت كتل سياسية عديدة، قد يكون بعض الكورد من بينها لأسباب التنافس السياسي في كوردستان!! بإبعاد الدكتور عن أي منصب وزاري في الحكومة الائتلافية الجديدة للسيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء الجديد بعد فوضى سياسية، وشغور منصب رئيس الحكومة لحوالي السنتين، ولكن رهان هؤلاء جميعاً باء بالفشل لثقة الرئيس مسعود بارزاني كما أسلفنا بشخص وقدرات السيد حسين الكبيرة، وكذلك ثقة البارتي الديمقراطي الكوردستاني به، رغم أنه لم يكن يوماً من الأيام منضوياً في صفوف البارتي، بل انخرط السيد حسين في صفوف اليكيتي بعد نكسة 1975 والانهيار الدراماتيكي للثورة الكوردستانية، وتشكيل حزب الاتحاد الوطني الكورستاني، لكنه استقال عن الحزب المذكور عام 1984.
وزير الخارجية العراقي الجديد، شخص له بصمات كبيرة في مسيرة الحياة السياسية العراقية عموماً، والكوردستانية بشكل خاص، نجاحه في تأدية مهامه كرئيس للدبلوماسية العراقية هو نجاح لنا جميعاً، ولنا أن نفخر بأبناء الكورد وهم يسطّرون النجاحات المتتالية في أي بقعة من العالم، فكيف سيكون حصاد هذا النجاح في عاصمة "جارة" للعاصمة أربيل؟ إنها بهجة مضاعفة ولاشك.
نجاح السيد الدكتور فؤاد حسين يعني فيما يعنيه أن الحزب الديقمراطي الكوردستاني إذا قرر، نجح في قراره، وهو بذلك يعدّ أقوى حزب على مستوى العراق وكوردستان. لأن إرادته هي الغالبة في كل محفل ومناسبة. وبصمته هي التي تؤثر في المحيط السياسي على مستوى العراق وكوردستان.
الدكتور فؤاد حسين.. ونجاح الدبلوماسية الكوردية
نجاحه في تأدية مهامه كرئيس للدبلوماسية العراقية هو نجاح لنا جميعاً
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن