حسن شنگالي
عندما يطرق مسامعنا كلمة كوردستان لأول وهلة يقفز الى الذاكرة موطن الشجعان الأشداء , وقصة شعب مظلوم عانى من ظلم الأنظمة الدكتاتورية لسنوات خلت ويناضل جاهداً من أجل حقوقه المشروعة كأي شعب حي من شعوب العالم الثالث , مقترنة بمواقف رجولية فاقت مفهوم الشجاعة لقوات البيشمركة الأشاوس وما سطروه من مفاخر بطولية بأحرف من ذهب في ساحات الوغى بعد أن ذاع صيتهم في أصقاع العالم أجمع , وسيرة مشرفة زاخرة بالنضال لأولئك القادة العظام الذي خلدوا في التأريخ وقدموا أرواحهم قرابين من أجل قضية قومية يؤمنون بها وناضلوا من أجلها .
وكوردستان كانت ولا زالت تتقدم وتزدهر في شتى المجالات التي تنبض بالحياة في كل لحظة من لحظات الزمن الذي غاب عنها نتيجة للظروف التي مرت بها وفرضت سطوتها عليها من قبل أصحاب العقول المتحجرة ذات النظرة الشوفينية المقيتة الذين يستكثرون الخير لغيرهم , وعانت من ظلم وتهميش وحصار وقتل وتغييب وتعذيب وتهديد وترحيل وتهجير وتغيير ديموغرافي وتعريب للثقافة ومحو للتراث وطمس للهوية القومية كل هذا كان بالأمس القريب ليس ببعيد عن ذاكرة الأجيال , لكن الحياة إستمرت في كوردستان ولا يمكن لها أن تتوقف تحت أية ظروف كانت بهمة وحنكة القيادة الشابة المتمثلة بالسيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء الإقليم حيث تمكنت من أن تخطو خطوات تحسب لها على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والإجتماعية لتعود كوردستان الى سابق عهدها قبل فرض الحصار الأقتصادي المفتعل من قبل حكومة بغداد بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر للعام الماضي .
فكوردستان اليوم غير الأمس حتى أضحت مركز أستقطاب لشتى أنواع الثقافات من الشعوب الحية لتشع منها الى باقي عواصم دول العالم ومن أبرزها إفتتاح المهرجان الدولي الثالث للسينما في مدينة الثقافة مدينة السليمانية بحضور ممثلي إثنتان وخمسون دولة على مدى أسبوع بالتزامن مع إفتتاح المعرض الدولي الثالث عشر للكتاب بحضور السيد الرئيس مسعود بارزاني في مدينة التعايش السلمي هولير عاصمة الإقليم بمشاركة ثلاثون دولة وكذلك إفتتاح المعرض المصري للتسوق في محافظة دهوك بمشاركة أربعين شركة تجارية , فإن دل على شيء إنما يدل على إهتمام القيادة الكوردستانية بالجانب الثقافي والإنفتاح على العالم من نوافذه الواسعة التي تطل على ثقافات وحضارات الشعوب لينهل ويستفيد منها ويعكس ثقافة وحضارة الكورد ويبعث برسالة إيجابية مفادها أن الشعب الكوردي شعب واع ويحب السلام والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع العراقي دون تمييز بين قومية أو طائفة أو مذهب , والثقافة سمة مميزة من سمات المجتمع الكوردي بعيداً عن ثقافة عسكرة المجتمع التي تميز بها المجتمع العراقي على مدى عقود من الزمن نتيجة لتسلط أزلام النظام المقبورعلى رقاب الشعب المغلوب على أمره , فالثقافة ممارسة يومية وليست نظريات مكتوبة بعيدة عن الواقع ولابد لنا أن نعيش ثقافتنا في كل تفاصيل حياتنا اليومية .
فمرحى لكوردستان مركز الثقافات المتنوعة والمنبر الحر لكل المثقفين من جميع أصقاع العالم .
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن