حسن شنگالي
عانى الشعب الكوردي لسنوات خلت من ظلم وتهميش الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على إدارة الدولة العراقية منذ تأسيسه في عشرينيات القرن الماضي , نتيجة مطالبتهم لحقوقهم المشروعة وفق القوانين والأعراف الدولية كأي شعب من شعوب العالم الثالث , حيث سجل تأريخاً مشرفاً حافلاً بالبطولات يعتز ويفتخر به كل كوردي شريف في كل فترة من فترات نضاله المرير ضد الشوفينية والطغاة , بعد أن قدم أنهاراً من الدماء ثمناً غالياً من أجل الحرية والإستقلال بدأً من ثورة أيلول الكبرى ثورة التحرر من الظلم والإستبداد والتي قادها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني حيث سميت بأم الثورات والتي وضعت حجر الأساس للإنجازات التي تحققت في كوردستان لاحقاً وإنتهاءً بثورة كولان التقدمية , حتى تم تشكيل أول حكومة وبرلمان كوردي عام 1992بعد إجراء الإنتخابات التشريعية التي جرت آنذاك .
لايخفى ما تعرض له الكورد من إنتكاسة سياسية بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر وما رافقها من إجراءات تعسفية بحق الكورد كانت الغاية منها إضعاف دورالحزب الديمقراطي الكوردستاني على الساحة الكوردستانية وإمكانية إنهاء وجوده بمخطط إستراتيجي خبيث وممنهج وفق آلية مدروسة حاك خيوطها وراء الكواليس من باعوا الأرض بثمن بخس وعملوا على إعادة هيكلة إقليم كوردستان الى ما قبل أيام إنتفاضة عام 1991 , لكن إنقلب السحر على الساحر , وخاب ظن المتآمرين وخسئوا بفعلتهم الشنيعة وإفتضح أمرهم وخسروا أنفسهم على الساحة السياسية لفقدانهم ثقة الشارع الكوردستاني وأضحت نواياهم الحاقدة تذروها الرياح بعد أن خاض الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإنتخابات التشريعية للدورة البرلمانية الرابعة بقائمة مستقلة في الثاني عشر من أيار الماضي ليكون أول حزب سياسي يحصد أعلى الأصوات على مستوى العراق وكوردستان , وهكذا أثبت الحزب لكل معارضيه بأنه القوة السياسية الأولى في إقليم كوردستان وستبقى مادامت كوردستان باقية , وتستمد كوردستان قوتها من قوة البارتي , لأنه الحزب الوحيد الذي يمثل الكورد في تطلعاته وأهدافه وصاحب تجربة وتأريخ نضالي طويل في الدفاع عن حقوق الكورد ويمتلك قاعدة جماهيرية واسعة على مستوى الإقليم , ولو لا وجود الحزب وبسالة قوات البيشمركة الأبطال في جبهات القتال لكان هناك أشخاص آخرون يحكمون أربيل الآن من الذين لا يتمنون الخير للكورد وكوردستان .
فلا بد أن نتذكر المنجزات والمكتسبات التي حصل عليها إقليم كوردستان بفضل نضال الحزب الديمقراطي الكوردستاني عبر تأريخه , من خلال بناء المؤسسات الدستورية وتفعيل دورالدوائر الرسمية والقيام بحملة إعمارالبنى التحتية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين ليضاهي بذلك عواصم الدول المتقدمة لو لا تعرض الإقليم الى حصار إقتصادي مفتعل من حكومة بغداد الشوفينية , كل هذا لم يأت من فراغ لو لا دماء الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الكورد وكوردستان , عليه ينبغي الحفاظ على هذه المكتسبات من خلال دعم قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني رقم 183 والتصويت لمرشحيها في الإنتخابات التشريعية لبرلمان كوردستان في دورته الخامسة كونهم الممثلين الحقيقيين للشعب الكوردي والمدافعين عن حقوقه المشروعة من خلال المؤسسات التشريعية .
ستبقى كوردستان عصية على الأعداء وشوكة في عيون الحاقدين وقلعة للصمود تتحطم على أسوارها أطماع الطامعين بسواعد المناضلين من خريجي مدرسة النضال والفداء التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني .
كوردستان اليوم ... نضال الأمس
قادها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني حيث سميت بأم الثورات والتي وضعت حجر الأساس للإنجازات
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن