حسن سنجاري
راهن العديد من السياسيين والمراقبين للأحداث الجارية في العراق بشكل عام وكوردستان بشكل خاص , بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر وما رافقتها من إجراءات تعسفية بحق الشعب الكوردي , وما آلت اليه الأوضاع في كركوك والمناطق المتنازع عليها , وتحديداً بعد إنسحاب الحزب الديمقراطي الكوردستاني منها نتيجة إنتكاسة مفتعلة من قبل خونة الأمة وبائعي الأرض في صفقة رذيلة وراء الكواليس وتحت جنح الظلام وفي دهاليز التآمر والذل والخيانة , بأن البارتي لم يعد كسابق عهده وخسرثقة الشارع الكوردي وتحميله مسؤولية إجراء الاستفتاء الشعبي لوحده , ليصار الى تضييق الخناق على كوردستان بحجة فرض سلطة القانون فيها من قبل حكومة بغداد .
وقررالحزب في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ شعبنا خوض الإنتخابات النيابية للدورة الرابعة للبرلمان العراقي , وتم التخطيط بحكمة متناهية للحملة الإنتخابية من قبل رموز الحزب وقادته من الرعيل الأول بعد أن شمروا عن سواعدهم ليعيدوا للحزب هيبته , فكان لها تأثير إيجابي وبشكل ملفت للنظر لإلتفاف الشعب الكوردي حول قيادته الحقيقية التي ناضلت من أجلهم لعقود من الزمن بإعتباره الممثل الشرعي والوحيد للكورد .
وفي يوم الثاني عشر من أيار الماضي خرج البارتي عن بكرة أبيه رجالاً ونساءً ليدلوا بأصواتهم معلنين للعالم أجمع بأنهم الأقوى سياسياً على مستوى الإقليم تحت أية ظروف كانت , وليبعثوا برسالة واضحة لكل الخونة والمارقين والمتشككين الذين أرادوا خلط الأوراق وإعادة الإقليم الى ما قبل عام 1991 , وكما وصف السيد نيجيرفان بارزاني بأن البارتي سيبقى أكبر قوة سياسية في الإقليم , كونه صاحب تأريخ نضالي وقدم قوافل من الشهداء من أجل كوردستان وحقوق الشعب الكوردي لأكثر من 72 عاماً منذ تأسيسه في السادس عشر من آب عام 1946, وحصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني كما كان متوقعاً على أعلى عدد من المقاعد كحزب منفرد خاض الإنتخابات على مستوى العراق والمركزالأول على إقليم كوردستان , وتحققت الأهداف التي خطط لها الحزب ليعود الى الصدارة كسابق عهده , كونه مركز الثقل السياسي في كوردستان بلا منازع .
وعليه توجه السيد فاضل ميراني سكرتير الحزب على رأس وفد الى بغداد للتشاور مع الكتل الفائزة , لأن الكورد يشكلون أحد أضلاع المثلث العراقي الذي لا يمكن الإستغناء عنه متمثلاً بالحزب الديمقراطي الكوردستاني , ومن شروط الوفد , إستيعاب الحكومة الجديدة للمطالب الكوردية وفق المعطيات الجديدة التي أفرزتها نتائج الإنتخابات , وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع بغداد مبنية على التفاهم والمصالح المشتركة لبناء دولة فيدرالية قوية , وتنفيذ بنود الدستورالعراقي وخاصة المادة (140) الخاصة بالمناطق المتنازع عليها ومن ضمنها كركوك , وتأسيس مجلس الإتحاد التشريعي , والإبتعاد عن مفهوم الأغلبية الساسية , وسيتحالف البارتي مع الكتلة التي تضمن الحقوق المشروعة للكورد على أن تكون صادقة لوعودها حيث لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , مما يدل على حرص وتمسك القيادة الكوردية بتطبيق بنود الدستور العراقي دون إنتقائية , وإيمانها المطلق بمبدأ التوافق والشراكة السياسية في تشكيل الحكومة لضمان إستقرارالعراق والحفاظ على أمنه وسيادته كونه الحل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة ومعالجة الأزمات المتلاحقة التي عصفت بالأجواء السياسية العراقية قبل وبعد دخول عصابات داعش الإرهابية .
وختاماً اقول ( لكل جواد كبوة , لكن ما من جواد يكبو للنهاية (.
خسروا أنفسهم ... وكسبنا الرّهان
الكورد يشكلون أحد أضلاع المثلث العراقي الذي لا يمكن الإستغناء عنه متمثلاً بالحزب الديمقراطي الكوردستاني
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن