حسن سنجاري
تشهد غالبية الحركات التحريرية الثورية على مستوى العالم الثالث ومنها الأحزاب الكوردية تغييرات بين الحين والآخر , نتيجة لطموحها في التجديد وإمتثالها لتأثير بعض العوامل الموضوعية أو الذاتية , لتتكيف مع التطورات التي تفرزها الساحة السياسية بحيث يمكن أن تتعامل معها بإيجابية خدمة لمصلحة الحزب ومستقبله السياسي , على أن تؤمن بمبدأ الديمقراطية في إختيار قياداته من خلال الإنتخابات الدورية أثناء عقد المؤتمرات الحزبية , أومن خلال من يمثلون الحزب في برلمان الحكومة الإتحادية أثناء الإنتخابات النيابية معتمداً على قاعدته الشعبية , ليفوز بعدد من المقاعد ويساهم بشكل فاعل في تشكيل الحكومة والكابينة الوزارية تطبيقاً لمبدأ التوافق والشراكة السياسية بعد فرز نتائج الإنتخابات .
وسط أجواء مشحونة بالتهم الباطلة والإفتراءات الكاذبة من خلال الأبواق الرخيصة للإعلام المأجور لتشويه سمعة البارتي من قبل بعض الكتل والأحزاب السياسية وتحميله مسؤولية ما آل اليه الوضع في كوردستان بعد إجراء الاستفتاء الذي جرى في الخامس والعشرين من أيلول المنصرم , وفقدان البارتي لثقله السياسي والشعبي على مستوى الإقليم , ودعوات بعض المغرضين وبتوجيه من أجندات معروفة سياسياً من هيكلة الإقليم وتشكيل حكومة إنقاذ وطني , متناسين أحداث السادس عشر من أكتوبر بعد الخيانة العظمى التي طالت الإقليم , لكن الذي حدث في الثاني عشر من أيار 2018 من فوز ساحق لقائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الإنتخابات النيابية والتي حملت الرقم (184) كان متوقعاً , وهو أنسب رد على المتشككين بالبارتي وقيادته , حيث بعثرت من أحلام العابثين بالسياسة وأصبحت هباءً منثوراً , عندما جرت الرياح بما لاتشتهيه السفن , وبانت حقيقة البارتي للقاصي قبل الداني وللعدو قبل الصديق , بعد أن فشلت مخططاتهم الخبيثة وذهبت آمالهم أدراج الرياح ليعبثوا بالعملية السياسية عن طريق خلط الأوراق وإعادة كوردستان الى ما قبل عام 1991 , لأنهم فوضويون ومن مراهقي السياسة والسياسة براء منهم .
البارتي أولاً وسيبقى أولاً رغم أنوف المتربصين , كما قال السيد نيجيرفان بارزاني أثناء حملته الإنتخابية لقائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني , نتيجة لعمق العلاقة الإيجابية والصريحة بين قيادته وقواعده بإعتباره الحزب الوحيد الذي إستطاع إنتشال الكورد من عنق الزجاجة في أحلك الظروف التي تعرض لها الكورد , وتمكن من تقديم أفضل الخدمات لجميع الكوردستانيين دون تمييز بين قومية أوطائفة أومذهب , ليعيشوا جميعاً بسلام ووئام في إقليم التعايش والتآخي , لأن البارتي مدرسة من مدارس النضال والتضحية والفداء التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد البارزاني الخالد , ويمتاز بتأريخ نضالي طويل منذ (72) عاماً من الدفاع عن الحقوق القومية للشعب الكوردي منذ تأسيسه في السادس عشر من آب من عام 1946 .
حسن سنجاري
سيبقى البارتي أولاً
بعثرت من أحلام العابثين بالسياسة وأصبحت هباءً منثوراً
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن