حسن سنجاري
تتحكم في العلاقات الدولية مجموعة عوامل من أجل ديمومتها وإستمرارها بالإتجاه الصحيح بما يخدم مصلحة الجانبين , حيث تضفي عليها حسن النية والمصداقية والبحث عن المصالح الإستراتيجية من أجل الوصول الى غايات منزوية تحت يافطة المصالح المشتركة بين الدولتين , ولضمان مستقبلهم السياسي , لكنها تتعرض بين فترة وأخرى الى بعض عوامل التعرية , بسبب سوء المناخ السياسي نتيجة تصاعد غيوم سوداء وتعرضها الى هبوب عواصف سياسية , تؤدي الى إنخفاض في درجات العلاقة والتي تنجم عن تجاوز أو خرق سيادي أو تدخل سافر في الشؤون الداخلية للجانب الآخر .
لو تتبّعنا مسارالعلاقات السياسية بين واشنطن وأربيل لوجدناها على الخط البياني في وتيرة تصاعدية , بداية من وقوف أمريكا مع الشعب الكوردي في محنته التي فرضها عليهم نظام البعث المقبور, وتهميش حقوقه القومية الدستورية وتحريض الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي في 15 نيسان 1991 للتصويت على القرار 688 , حول إنشاء منطقة ملاذ آمن للكورد أيام الهجرة المليونية , ومنع الطيران البعثي فوق خط العرض 36 في حينها , لتعرض الشعب الكوردي لحملات الإبادة الجماعية تحت مسمى عمليات الأنفال السيئة الصيت وتعرضهم للقصف بالأسلحة المحرمة دوليا ومنها الأسلحة الكيمياوية , وتواصل الدعم اللوجستي لقوات البيشمركة وتدريبهم على مختلف صنوف الأسلحة , وتأمين رواتبهم بعد قطعها من قبل حكومة بغداد الشوفينية منذ عام 2014 .
وقبل أيام شهدنا وضع حجر الأساس لأكبر قنصلية أمريكية في الشرق الأوسط على أرض أربيل عاصمة كوردستان , من قبل السيد نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق مع السفير الأمريكي في العراق , مما يدل على ثقتها وإطمأنانها لحاضر ومستقبل الإقليم , وتعميق العلاقات الأمريكية الكوردية وتطورها بشكل مطرد بما يتوافق ومصلحة الجانبين , وجعل كوردستان إقليماً قوياً ومتحداً في عراق فيدرالي , وتعهدت واشنطن التواصل لدعم كوردستان بشكل أوسع من ذي قبل .
واليوم إستقبل السيد نيجيرفان البارزاني في أربيل وزير التجارة الإيراني ومجموعة من المحافظين في إيران للمشاركة في مؤتمر تجاري وصناعي وبحضور وزيرالتجارة العراقي لفتح آفاق جديدة من التعاون وإنشاء منطقة حرة للتبادل التجاري بين البلدين , بعد أن صرح شريعتمداري بأن أقليم كوردستان العراق مهم بالنسبة لنا وعلاقتنا إستراتيجية مع الإقليم , حيث تم توقيع مجموعة من الإتفاقيات التي تهم الجانبين , مما يدل على إنفتاح الإقليم على دول العالم من نافذة المصالح المشتركة وضمان مستقبل الإقليم .
فلكوردستان مستقبل مشرق وزاهرنتيجة للإدارة الذكية للسيد نيجيرفان البارزاني , وحنكته في إعادة العلاقات السياسية مع غالبية دول العالم , وأخذ دوره على الساحة الدولية بعد إفتعال حكومة بغداد الأزمة مع أربيل بحجة فرض سلطة الأمن والقانون , وتفعيل الإستثمار لتشجيع الشركات للعمل في كوردستان بعد إرتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية , وترميم البيت الكوردي بعد فرز نتائج الإنتخابات النيابية المقبلة , لتشكيل قوة سياسية تمثل كوردستان بعيداً عن التخندق الحزبي تحت قبة البرلمان العراقي , للوقوف يداً واحدة ضد كل الإتجاهات السياسية المعادية للكورد ومكاسبهم الدستورية التي ناضلوا من أجلها لعقود من الزمن .
يقول المثل الشعبي ( ألفُ صديقٍ ولا عدوٌ واحد ).
المستقبلُ يبتسمُ لأربيل
حيث تضفي عليها حسن النية والمصداقية
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن