Erbil 18°C الجمعة 22 تشرين الثاني 10:52

بكرامتها دخلت التأريخ

الموقف المشرف لتلك العائلة الكريمة عائلة الشهيد اللواء حسين منصور التي رفضت زيارة رئيس الوزراء العراقي

حسن سنجاري
من المُسلم به إنّ الإنسان يُعرف عند الشدائد  من خلال مواقفه والظروف  الموضوعية التي يمر بها , حيث تُختبر النفس البشرية أزاءها , وعندما يترك الإنسان على المحك يتضح معدنه , وما من نفس الاّ ويتذوق مرارة الحياة نتيجة تعرضها الى ما هو خارج عن إرادتها , ليقاس مدى تحملها للمشاكل التي تعتريها بشكل عرضي دون سابق إنذار , وكما يقال ( عند الإمتحان يُكرم المرء أو يُهان ) .
لكن الكورد تحملوا أكثر من أي شعب على وجه الأرض , من معترضات الحياة وهذا قدرهم  , نتيجة للسياسات الدكتاتورية المقيتة لعدم إعترافهم بالحقوق القومية للشعب الكوردي , والتي حكمت العراق منذ تأسيسه على  يد الأنظمة الحاكمة تباعاً ,  ومن أشدهم قسوة النظام البعثي المقبور , لتفننهم في إستخدام أساليب غريبة بما لا يقبله العقل والمنطق من تهميش وظلم وتعذيب وتهجير وترحيل ونفي وتغييب وقتل , والأصعب من كل هذا وذاك جعل الكورد ساحة لإختبار أسلحتهم المحرمة دوليا ً, والتأريخ يعيد نفسه بعد السادس عشر من أكتوبر الماضي وما رافقتها من أحداث مؤلمة حاضرة في ذاكرة الشعب الكوردي مهما طوى عليها الزمن .
ومن المواقف التي نرفع لها القبعة إحتراماً وتقديراً , الموقف المشرف لتلك العائلة الكريمة عائلة الشهيد اللواء حسين منصور التي رفضت زيارة رئيس الوزراء العراقي  , مما يدل على رفضها للمنهج والسلوك الذي يمثله , بعد إستشهاد  زوجها البطل كونه من أحد  قادة  قوات البيشمركة الأشاوس في مواجهة القوات الأمنية العراقية , عندما حاولوا دخول كركوك عنوة دفاعاً عن الأرض والعرض , إنها  مثال للعائلة الكوردية التي نهلت من مبادىء الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتخرجت من مدرسة النضال والتضحية والفداء , مدرسة البارزاني الخالد  , التي لاتقبل الهوان والإستكانة  للعدو مهما  كلف الأمر  ,  وبهذا دخلت التأريخ بكرامتها وعزة نفسها وشموخها وإبائها , بالعكس مما قامت به إحدى عوائل الشهداء من استقباله وإستضافته في بيتها متنكرة ومتناسية للدور المشرف للبيشمركة  الابطال الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل قضيتهم القومية لعقود من الزمن .
فشتان بين المدرستين , حيث نتجت من خلالها جبهتين مختلفتين في الرؤى , جبهة منها تدافع عن كوردستان والحقوق القومية للشعب الكوردي وتحافظ على المكتسبات الدستورية  وقدمت قوافل من الشهداء لأجلها , والثانية تبيع الأرض وتخون الأمة وتعمل على كسر إرادة الشعب الكوردي , من خلال إرتماءهم في أحضان من لا يريد الخير لكوردستان , نتيجة لإرضاعهم من حليب الخيانة منذ  نعومة أظفارهم وهذا ديدنهم على طول الزمن , ومثلهم كمثل أبو رغال الخائن  الذي سلم مفاتيح بغداد للغزاة المحتلين .
وختاما أقول كما قال بعض السياسيين ( المُجرب لا يُجرب ) فلا بد للناخب الكوردستاني التأنّي في إختيارالأصلح والأكفأ من بين المرشحين , ومن يمثل الإرادة الكوردية الحقيقية , التي  ناضلت .

حسن سنجاري
 

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.