زاكروس عربية - أربيل
أكد الكاتب والمحلل السياسي، عبد المنعم الأعسم، أن التصريحات التي زعمت بأن الطائرات التي ضربت أهدافاً للحشد الشعبي قبل أيام انطلقت من مطار أربيل الدولي، "غير مبينة على أدلة ولا قيمة لها"، مشدداً على ضرورة قيام الحكومة العراقية بمسؤولياتها تجاه هذه التصريحات التي تخلق الفتنة، كما أشار إلى أن أميركا أرادت من هذه الضربات توجيه رسالة أنها تدافع عن نفسها ضد من يريد تهديدها.
وقال الأعسم في لقاء مع، زاكروس عربية، الأربعاء (30 حزيران 2021) إن أي تصريح ينبغي أن يكون مدعوماً بالمعطيات والاحداثيات على الأرض وقادراً على إقناع الرأي العام، منوهاً إلى أن كل الوكالات الإعلامية في العالم والقنوات الفضائية أهملت التصريحات التي زعمت استهداف الطائرات الأمريكية لفصائل مسلحة قرب الحدود العراقية السورية انطلاقاً من مطار أربيل الدولي.
واعتبر المحلل السياسي، أن هناك حالة من الضعف في الحكومة العراقية وافتقادها الإرادة للقيام بمسؤولياتها الدستورية، على الرغم من امتلاكها الجيش والشرعية وتأييد التحالف الدولي، مؤكداً على ضرورة أن تكون الحكومة "حازمة أمام الأفعال التي تهين الدولة وتضعف الحكومة، وأن تقوم بواجباتها في التصدي للجماعات التي تثير الفتن ومنع إشعال فتيل الأزمة بين بغداد وأربيل".
وأشار الأعسم إلى أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية في ظل الإدارة الجديدة تتمثل في إعطاء فرصة للعمل الدبلوماسي لـ "احتواء الأفعال الصادرة عن الفصائل المسلحة في العراق"، لكنها أصبحت تتحدث في الفترة الأخيرة عن الخيار العسكري بعد إخفاق الحلول الدبلوماسية.
وأضاف "أميركا مثلما كانت تحمي إقليم كوردستان والشعب الكوردي في عهد نظام صدام حسين، فهي قادرة الآن على اتخاذ نفس الخطوة إذا تكررت الاعتداءات وأصبحت تشكل تهديداً جدياً لحياة ملايين الناس في الإقليم، لذا على واشنطن اتخاذ خطوات جدية من أجل ردع مثل هذه الأفعال التي تهدد الأمن والسلم في إقليم كوردستان".
وتابع "الولايات المتحدة الأميركية أرسلت خلال الضربات الأخيرة رسالة مفادها، أنها تدافع عن نفسها مع إصرار الفصائل المسلحة على التحرش بالقوات الأميركية وقصف سفارتها وقواعدها العسكرية، فضلاً عن أن هذه الضربات تهديد من واشنطن أنها ستصعد من وسائل التصدي خلال الفترة القادمة".
كما أشار الأعسم إلى أن إيران "حريصة "على أن تكون المواجهة مع أميركا خارج أراضيها حتى تستطيع المضي في المسار الدبلوماسي، وفي المقابل فإن أميركا غير متجهة إلى خوض معركة مباشرة مع إيران، معتبراً أن العراق هو "أحد ساحات المواجهة بين الجانبين".
هذا وأكدت حكومة إقليم كوردستان، يوم أمس الأربعاء أن الطائرات الأميركية التي استهدفت الميليشيات لم تنطلق من مطار أربيل، مشيرة إلى أنها ادعاءات عارية عن الصحة.
وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كوردستان، جوتيار عادل في توضيح إنه "صرّح المدعو أحمد المكصوصي، وهو أحد مسؤولي ميليشيا كتائب سيد الشهداء، بأن الطائرات الأميركية التي استهدفت الميليشيات انطلقت من مطار أربيل الدولي".
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الاثنين الماضي ، أنها شنت غارات جوية موجهة استهدفت "منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران" على الحدود السورية العراقية، مشيرة إلى أن هذه الضربات أذن بها الرئيس جو بايدن في أعقاب الهجمات المستمرة على المصالح الأميركية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن