بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بين دول الحلفاء والمحور ،انقسم العالم إلى جبهتين رئسيتين هما الرأسمالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب من جهة والدول الشيوعية ذات طابع ماركسي و دول الشرق الأوربي والآسيوي من جهة اخرى ، في هذا الأثناء قسمت الأراضي والكيانات خاصة الشرق الأوسطية منها إلى دول منها كبيرة وبعضها صغيرة ، برزت أثناء هذا التقسيم القضية الكوردية والتي قسمها في وقتها الاستعمارين الكبيرين الإنجليزي والفرنسي بمباركة الاتحاد السوفيتي السابق ، ظلت هذه القضية معلقة إلى يومنا هذا بدون حل عميق وجذري..
مابين الحربيين الأولى والثانية كان للكورد نصيب من بعض اتفاقيات منها إيجابية مثل اتفاقية سيفر، ومنها بالطبع سلبية في لوزان، التي انقسمت فيها كوردستان إلى أربعة أجزاء الشمالي والشرقي لتركيا وإيران وجنوب والغرب إلى العراق وسوريا ، بعد التقسيم جاءت الثورات الكوردية إلى الوجود، من أهمها ثورات بارزان الأولى والثانية بقيادة الأب الروحي الملا مصطفى البارزاني ، من بعدها في عام 1946 تم تأسيس أول كيان مستقل في مهاباد الكوردية بقيادة( البيشه وا) قاضي محمد وبمساعدة الجنرال الملا مصطفى البارزاني، بعد أقل من عام هاجمت القوات المسلحة الإيرانية أراضي الجمهورية كوردستان في مهاباد العاصمة والمدن الأخرى وتمكنت تلك القوات من السيطرة على المدن و من ثم إعدام أول رئيس جمهورية كوردستان، في تأريخ المعاصر القاضي محمد وبعض المقربين، وسط حشود من الناس في وسط مهاباد في ساحة تسمى ( جوار جرا) .
بعد فترة من تلك التاريخ وبعد رجوع الزعيم الكوردي مصطفى البارزاني من الإتحاد السوفيتي بعد 12 عاما قضاها في الغربة ، اندلعت عام 1961 ثورة ومقاومة مسلحة بعدها سميت بثورة أيلول التحررية ، في تلك المرحلة من الحرب بين القوات الكوردية و العراقية في بعض المرات كان هناك مفاوضات بين الحكومة و الكورد إلى أن تم إتفاق على إعطاء حكم ذاتي في بعض المناطق الكوردية 1970 و تأجيل بنود بعض مناطق آخرى مثل كركوك إلى مرحلة مقبلة من الإتفاق ، لكن مع مرور أربع سنوات ظلت الاتفاقية بدون تنفيذ فعلي ومن ثم رجوع بغداد من تلك التفافية ، من بعدها اندلعت الحرب بين الجانبين ولمدة سنة تمكنت العراق بعد اتفاق مشؤوم مع إيران، بمباركة الجزائر، من إخماد الثورة التي استمر خمسة عشرة عاما.
أما البعد الأساسي والسياسي لتلك القضية اي القضية الكوردية كانت عام 1991 اي بعد غزو العراقي الغاشم لدولة الكويت صبيحة يوم الخميس الثاني من آب عام 1990، تمكن الكورد من رفع قضيتهم إلى الرأى العام وانتفضوا على النظام ، لكن تلك الانتفاضة خمدت ولجأ المواطنون الكورد إلى الجبال على الحدود الدولية مع تركيا وإيران ، لكن بعد فترة تمكن الكورد حصول على عطف دولي واستقروا في بعض من أماكنهم خاصة في أربيل و السليمانية ودهوك ، تمكنوا من إنجاز انتخابات و تأسيس برلمان و حكومة محلية ذات طابع فيدرالي، بعد ماكانوا ضحية الإبادة والاسلحة الكيمياوية خاصة في الثمانينيات من القرن الماضي.
الفترة الأهم والأكثر اثارة بالنسبة للكورد وقضيتهم بعد سقوط صدام والبعث ، جاءت حكومات متعاقبة من الحكم الشيعي ، جرت انتخابات عامة و إدارية لكن الوضع بقي كما هو، أسس دستور بتصويت ثمانين بالمئة من الشعب لكن لم يحصل اي بوادر بحل المشاكل العالقة بين كل الأطراف، الى ان جاءت رغبة من الشعب على تصويت على استقلال في ٢٥/٩/٢٠١٧ في ممارسة ديمقراطية لامثيل لها في الشرق الأوسط .. بالمنظور السياسي والإنساني القضية الكوردية قضية عادلة قضية شعب مسلم ومسالم ومن واجب الدول خاصة العربية الخليجية منها دفاع عن حقوق تلك الشعوب التي لها وجود في المنطقة منذ الآلاف السنين.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن