زاكروس - أربيل
أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي تحذيرا أخيرا لسكان مدينة غزة لمغادرتها باتجاه الجنوب الأربعاء مع استعداد الجيش لإحكام الطوق حولها، في وقت تدرس حركة حماس خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع المحاصر والمدمر.
وفيما تتعرض المدينة الرئيسية في القطاع لقصف عنيف على ما أكد نازحون، قال كاتس في بيان وعلى منصة اكس "هذه هي الفرصة الأخيرة لسكان غزة الراغبين في ذلك للتحرك جنوبا وترك عناصر حماس معزولين داخل المدينة ... من يبقى في غزة سيُعتبر من الإرهابيين وداعمي الإرهاب".
وأضاف كاتس أن الجيش سيطر على معبر نتساريم في وسط القطاع والذي يمتد من الشرق إلى الساحل الغربي، ومن ثم فصل مناطق الشمال عن الجنوب. وقال إن كل من يغادر مدينة غزة إلى الجنوب سيضطر إلى المرور عبر نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية.
جاء هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان الجيش إغلاق آخر طريق متبقٍ أمام سكان جنوب غزة للوصول إلى الشمال.
في غضون ذلك، تواصل حركة حماس دراسة خطة ترامب الذي أمهلها "ثلاثة أو أربعة أيام" للقبول بها وتوعدها بمصير قاتم في حال رفضها.
تنص الخطة التي قال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو إنه يؤيدها، على وقف فوري للحرب في قطاع غزة فور موافقة طرفي الحرب، على أن يلي ذلك الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع وعن مئات المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وتنص الخطة المؤلفة من عشرين بندا أيضا على نزع سلاح حركة حماس وخروج مقاتليها من القطاع الى دول أخرى، وأن تتولى إدارة غزة لجنة فلسطينية من التكنوقراط والخبراء الدوليين، بإشراف مجلس يترأسه ترامب نفسه ويضم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وذكر مصدر قريب من حماس أن الحركة تسعى لتعديل بعض البنود، بينها بند نزع السلاح وإبعاد كوادر من حماس والفصائل من القطاع.
وأشار إلى أن "المشاورات مكثّفة على مدار الساعة داخل قيادة الحركة في فلسطين والخارج، ... ومع الوسطاء"، موضحا أن أربعة لقاءات عقدت الاثنين في الدوحة مع الوسطاء القطريين والمصريين "في حضور مسؤولين أتراك".
وذكر أن حماس "أبلغت الوسطاء بضرورة توفير ضمانات دولية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ولعدم خرق إسرائيل وقف إطلاق النار عبر عمليات اغتيال داخل وخارج غزة".
وأفاد مصدر ثان قريب من المفاوضات في الدوحة لفرانس برس عن وجود "رأيين في حماس: الأول يؤيد الموافقة غير المشروطة على الخطة، ووقف إطلاق النار على أن يتولى الوسطاء ضمان تنفيذ إسرائيل للخطة" والطرف الثاني "لديه تحفظات كبيرة عن بنود مهمة منها رفض عملية نزع السلاح وإبعاد أي مواطن إلى الخارج".
وبموجب الخطة التي رحّبت بها عدة دول عربية وإسلامية وغربية، تنسحب إسرائيل تدريجيا من القطاع، إلا أنها تحتفظ "بحزام أمني". على أن يتم تشكيل "قوة استقرار دولية موقتة" ونشرها في القطاع.
وبدأت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023 تسبّب بمقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين.
وقتل في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة ردّا على الهجوم، 66.148 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة في حكومة حماس التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن