زاكروس - أ ف ب
قضى أربعة مهاجرين، بينهم طفل، أثناء محاولتي عبور على متن قاربين مكتظين من فرنسا إلى بريطانيا، وفق ما أفادت السلطات الفرنسية السبت.
عُثر على الطفل البالغ عامين فاقدا للوعي على قارب مطاط مكتظ بعدما وجه مهاجرون نداء استغاثة صباح السبت. وكان القارب يحمل نحو 90 شخصا وتعطل محركه قبالة ساحل بولوني-سور-مير في شمال فرنسا.
وقال المدعي العام الإقليمي جيريك لوبرا نقلا عن تقارير أولية إن الطفل تعرض "للدهس" حتى الموت.
كما أفاد مسؤولون عن إنقاذ 14 مهاجراً آخر بينهم فتى يبلغ 17 عاما نقل إلى المستشفى بعد إصابته بحروق في ساقيه. وواصل الركاب الآخرون رحلتهم.
كما واجه قارب آخر مكتظ بالمهاجرين عطلا في المحرك قبالة سواحل كاليه، ما أدى إلى حالة من الذعر. وقفز المهاجرون في البحر لكن تم إنقاذهم.
وأوضح محافظ المنطقة أنه تم العثور على جثث ثلاثة أشخاص - رجلان وامرأة تناهز أعمارهم 30 عاما - في قاع القارب.
وأضاف المحافظ أن الثلاثة "ربما تعرضوا للدهس والاختناق والغرق" في المياه في قاع القارب.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو عبر منصة إكس "لقد دهس طفل حتى الموت"، مضيفا أن عدة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في "مأساة مروعة".
وتابع ريتايو "أيدي المهربين ملطخة بدماء هؤلاء الأشخاص، وحكومتنا ستكثف الحرب ضد هذه العصابات التي تثري نفسها من خلال تنظيم عمليات العبور المميتة".
بذلك، ارتفع إلى 51 عدد المهاجرين الذي قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى إنكلترا من فرنسا بحرا منذ بداية عام 2024، وفق محافظ با-دو-كاليه جاك بيلان.
- "فقر ويأس" -
تسعى السلطات الفرنسية إلى منع المهاجرين من سلوك البحر، لكنها لا تتدخل بمجرد إبحارهم إلا لأغراض الإنقاذ، مبررة ذلك بمخاوف تتعلق بالسلامة.
وارتفع عدد طالبي اللجوء غير المسجلين الذين يعبرون القناة إلى بريطانيا منذ عام 2018 رغم التحذيرات المتكررة بشأن مخاطر العبور.
وتشهد قناة المانش حركة بحرية كثيفة وتيارات قوية، فضلا عن برودة مياهها.
ويتعرض المهاجرون أحيانا للدهس في القوارب المكتظة.
في تموز/يوليو، لقيت شابة كويتية تبلغ 21 عاما مصرعها دهسا في قارب للمهاجرين قبالة الساحل الفرنسي.
وتسعى الحكومتان الفرنسية والبريطانية إلى وقف تدفق المهاجرين غير المسجلين الذين يدفعون للمهربين مبالغ تصل إلى آلاف اليورو عن كل فرد مقابل المرور إلى إنكلترا من فرنسا على متن قوارب صغيرة.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشال بارنييه الثلاثاء إن بلاده بحاجة إلى سياسة هجرة أكثر صرامة.
وتعهد أن يكون "قاسيا" مع تجار البشر قائلا إنهم "يستغلون الفقر واليأس" اللذين يدفعان طالبي اللجوء غير المسجلين إلى المخاطرة بمحاولة عبور القناة والبحر الأبيض المتوسط.
تأتي المآسي الأخيرة بعد مصرع ثمانية مهاجرين منتصف أيلول/سبتمبر عندما انقلب قاربهم المكتظ أثناء محاولتهم عبور القناة.
وبداية أيلول/سبتمبر، لقي ما لا يقل عن 12 شخصا، بينهم ستة قصّر، معظمهم من إريتريا، حتفهم قبالة الساحل الشمالي الفرنسي عندما انقلب قاربهم المكتظ.
بلغ عدد المهاجرين الواصلين إلى بريطانيا عبر القناة في قوارب صغيرة 25 ألف شخص منذ بداية العام.
وكان وضع حد لوصول القوارب الصغيرة إلى الساحل الجنوبي لإنكلترا قضية رئيسية في الانتخابات العامة البريطانية في تموز/يوليو.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية إيفايت كوبر إن الحكومة تهدف خلال الأشهر الستة المقبلة إلى تحقيق أعلى معدل في خمس سنوات لترحيل الأشخاص الذين رفضت طلبات لجوئهم.
على صعيد متصل، أعلنت السلطات الكرواتية أن شاحنة مكتظة تقل مهاجرين اصطدمت بمنزل في وسط البلاد السبت، مما أسفر عن مقتل السائق وأحد الركاب وإصابة 25 آخرين حال تسعة منهم حرجة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن