Erbil 21°C الأحد 24 تشرين الثاني 16:15

محمد إسماعيل: اعتمدنا اتفاقية دهوك أساساً للحوار الشامل ونأمل تجاوز معضلة عدم التنفيذ

المجلس الوطني الكوردي يسعى بكل جدية
Zagros TV

زاكروس عربية - أربيل

رغم مرور عدة سنوات على آخر محاولة فعلية للتوافق بين الطرفين الرئيسيين في المعادلة الكوردية السياسية في سوريا (المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي)، في الاجتماعات التي امتدت ما بين 14-22/10/ 2014 في أربيل، بدعم ورعاية الرئيس مسعود بارزاني، والتي انتهت بإعلان ما عرف بـ "اتفاقية دهوك" والتي جاء في بنودها تشكيل "المرجعية السياسية الكوردية" على أن تكون النسب 40% للمجلس الكوردي و40% لحركة المجتمع الديمقراطي و20% للأحزاب والقوى التي تعمل خارج المجلسين، بمهمة هذه المرجعية هي رسم الاستراتيجيات العامة وتجسيد الموقف الموحد، تشكيل شراكة فعلية في الهيئات التابعة للإدارة الذاتية، والتوجه نحو التوحد السياسي والإداري ومشاركة المكونات الأخرى، إلى جانب العمل على التوحد في واجب الدفاع عن "روج آفا"، عبر انضمام المجلس الوطني الكوردي للإدارة الذاتية بعد تعديلها وتغيير أسماء الكانتونات إلى محافظات، مع دمج الثلاثة في إدارة واحدة وتعديل بنود العقد الاجتماعي.

فيما شهدت الأشهر الثلاث الأخيرة محاولة الوصول إلى اتفاقية جديدة برعاية أميركية وفرنسية بالتشاور مع الرئيس مسعود بارزاني ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، أختمت منها جولتان توجبت بإعلان التوصل إلى رؤية سياسية مشتركة. حول هذه المحاولة الأخيرة أجرت زاكروس عربية مقابلة خاصة مع محمد إسماعيل القيادي في المجلس الوطني الكوردي وعضو القيادة السياسية للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا، وهذا نص الحوار:

- أين وصلت المفاوضات الآن، هل استأنفت أم متوقفة، وكيف ستكون الانطلاقة؟

صدور بيان التفاهمات الذي أوضح بأننا توصلنا لرؤية سياسية مشتركة ملزمة للطرفين، إضافة إلى التفاهم بأن تكون اتفاقية دهوك الأرضية المناسبة لبناء اتفاق شامل حول كافة القضايا الإدارية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، شكّل فرصة لخلق أجواء ايجابية لدى أوساط واسعة من أبناء شعبنا.

 نأمل أن تستمر المرحلة الثالثة من هذا الحوار وأن ندخل بالتفاصيل، خاصة مع وجود الضامن والراعي الأميركي بغية الوصول إلى تفاهمات واتفاق جيد، وبالتالي أن نضع النقاط على الحروف لتفاصيل العديد من الأمور.

حقيقة اتفاقية دهوك كانت في قضايا عمومية ولم تنفذ، لكن نأمل هذه المرة أن نتجاوز هذه المعضلة، لا سيما بعد الاتفاق على رؤية مشتركة ملزمة، وأن نصل إلى اتفاقيات مشتركة أيضاً تكون ملزمة للطرفين.

-التفاهم المشترك ملزم للطرفين، هل من الممكن أن توضح كيف سيكون ملزم؟

الرؤية السياسية المشتركة التي اتفقنا عليها هي رؤية في كافة المجالات، منها الموقف من النظام والمعارضة ودول الجوار، كذلك النظر إلى مستقبل سوريا والموقف الموحد من المطالب الكوردية في سوريا، بالإضافة إلى رؤية سياسية مشتركة حول العملية السياسية في سوريا، وهذه النقاط جداً مهمة وتتشكل خطوة مهمة باتجاه تفعيل القرار الدوالي 2254، وبالتالي اتفقنا عليها أن تكون يلتزم بها الطرفان وهي مبنية أساسا على ما كنا اتفقنا عليها عام 2012.

- اتفاقية دهوك عام 2014 كانت برعاية الرئيس مسعود بارزاني، ما هو دور إقليم كوردستان في هذا التفاهم الآن؟

اتفاقية دهوك كانت برعاية الرئيس مسعود بارزاني، عقد الطرفان آنذاك اتفاقاً شاملاً تضمن الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والإدارية لكن دون تطبيق، الآن يمكننا القول إن الأوضاع السياسية عموماً تغيرت عن 2014 وربما لم نكن وقتها أمام مفرق مصيري مثلما اليوم.

الحوار اليوم استجابة لمبادرة الجنرال مظلوم كوباني القائد العام لقسد، يتم على أرض كوردستان سوريا وليس خارجه، برعاية وإشراف وإدارة للجلسات من قبل سعادة السفير وليم روباك، فالأمريكان اتصلوا مع الرئيس مسعود بارزاني والأخ نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق اللذين أبديا مساندتهم ودعمهم لهذه العملية.

-الجانب العسكري أحد أبرز الجوانب التي ينتظرها الجميع ماهي السيناريوهات الممكنة خاصة في ما يتعلق بيبيشمركة روز؟

تفاهمنا على أن اتفاقية دهوك أرضية مناسبة للتفاهم الأعمق، واتفاقية دهوك هي كما قلت شاملة والجانب العسكري هو أحد البنود الأساسية فيها، ولم نتباحث بعد في هذا المجال، لكن الحقيقة تقول إن قوات لشكري روج هم قوة وطنية كوردية سورية أبدوا مهنية عالية في القتال وليسوا مجهزين من أجل أجندات ضد اتجاه أو طرف آخر، إنما فقط لخدمة شعبنا والمؤسسات العامة والمنطقة الكوردية، ومن حقهم أيضاً ومن حق الجميع الدفاع عن أبناء المنطقة، إضافة إلى أنها قوة ذاتية بيضاء لم يعتدوا على إنسان سوري ولم يتصرفوا ولم يداهموا، فقط تحملوا الكثير من أجل حماية المنطقة بكل مكوناتها وليس الكورد فقط، ونأمل أن يكون هناك اتفاق شامل لا يتوجس منه أحد،  لا نطلب قوتين عسكريتين أو ثلاث قوى، لكن من حق الجميع تشكيل قوة عسكرية لحماية المنطقة بعيدة عن الأجندات السياسية وبالتالي لا تدخل ضمن الانتخابات أيضاً، لأنهم قوة فعلا لصالح الجميع ومن أجل الجميع لأهل المنطقة ككل  .

- الأحزاب خارج الإطارين هل تواصلتم معهم، أين مكانهم في آليات التفاهمات القادمة؟

نأمل للتوصل إلى اتفاق شامل يكون كل الكورد مشتركين فيه ونتمنى انجاز الاتفاق برضى الجميع، لما لذلك من مصلحة عامة، إلا أنه من السابق لأوانه التواصل مع تلك الأحزاب، لأن المشاكل الأساسية كانت بين المجلس الكوردي وPYD وعقدنا معاً عدة لقاءات ولاحقاً انضمت أحزاب الوحدة الوطنية أو أحزاب الإدارة، ونرى أنه بعد أن يتم التفاهم في القضايا الأساسية بين المتحاورين والبت في تلك المشاكل، بعد ذلك نبحث موضوع تلك الأحزاب بالتشاور مع راعي الاتفاق أميركا والجنرال مظلوم عبدي.

- الهجوم التركي الأخير إعلاميا على المجلس الكوردي، كيف تنظرون إليه، وماهي القنوات المتاحة للحل مع تركيا؟

الاتفاق الكوردي ليس موجه ضد أحد من الدول الاقليمية أو ضد مكون آخر سواء كان الاخوة العرب أو السريان والكلدان أو الآشوريين أو أديان مختلفة موجودة بالمنطقة، ونحن نؤمن بالعيش المشترك وبالتفاهم مع الجميع، الاتفاق الكوردي -الكوردي لا يفهم منه إلا غلاة الشوفينين بأنه موجه ضد جهة معينة، بينما نرحب بأي اتفاق من طرفين عربين أو ثلاثة أطراف عربية بل نهنئ ذلك وندعم ونساعد ذلك. لماذا هم يتوجسون من الاتفاق هناك مشكلة بين طرفين كورديين ونسعى إلى حلها وهي لصالح مجمل العملية السياسية في سوريا، وأكدنا للجميع بأنه ليس موجه ضد أحد المكونات الموجودة ولا الدول الجوار وبالأخص الجارة تركيا، وتركيا لها حدود طويلة مع سوريا ولها مصالح ولها معناة داخلية نقدر هذه الأمور، وخلق نوع من الاستقرار في هذه المنطقة هو لصالح الجميع، وطلبنا من الطرف الراعي أن يطمئن هذه الدول وأبلغنا المعارضة السورية بأن هذه العملية تصب في مجرى العملية السياسية  وهي تصب في مجرى واحد هو ما نصبوا إليه جميعاً من أجل خلق نوع من الاستقرار في هذه المنطقة.

- المرجعية التي يدور الحديث حولها هل ستكون نفسها أم ستتغير وكيف سيتم الاختيار؟

لم ندخل في هذا الأمر بعد ولكن كوجهة نظر المجلس نرى أنه في 2014 كانت هناك مرجعية سياسية أما الآن الوضع مختلف، إذ نحتاج إلى أن تكون "هيئة قيادية" أي تكوين مجلس حكم يكون صاحب القرار ويشرف على الإدارة والعسكر والاقتصاد والسياسية -كشكل من الحكم- ويكون لهذه الهيئة تعريفها وصلاحياتها المحددة، ونجد ذلك ضرورة في هذه المرحلة ونسعى أن يكون هناك شيء يطمئن أبناء شعبنا وتنتج فعلياً نوع من الحوكمة والمشاركة والواقعية في هذه المنطقة كي تكون لصالح الجميع.

- من وجهة نظرك كيف تنظر إلى مستقبل التفاهم هل أنت متفائل للوصول إلى خطاب كوردي موحد؟

ليس مسألة تفاؤل أو تشاؤم، إننا في المجلس الكوردي نسعى بكل جدية لإنجاز هذا العمل لأننا جميعاً بحاجة لهذا الأمر وهو لصالح الجميع والخطوط الحمر لدينا هي فقط مصلحة شعبنا وقضيتنا القومية من أجل ذلك نقدم التضحيات لإنجاح هذا الأمر.

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.