Erbil 9°C الجمعة 22 تشرين الثاني 04:08

سؤال على هامش مؤتمر السلام.. لماذا ارتدى ضحايا النظام البائد أردية الجلادين؟!

يشهد الإقليم فضلاً عن نهوضه العمراني والتنموي نهضة ثقافية ومجتمعية شاملة تؤطرها مفاهيم إنسانية وحضارية تطبق على أرض الواقع ولا تُحمل كشعارات

زاكروس عربية – أربيل

 ليس مهماً ما تفعله بعض المعاهد الدولية بجمع الاحصاءات المتعلقة بالعراق الاتحادي في سلة واحدة مع تلك التي تقع عليها من إقليم كوردستان، لتخرج بحصيلة غير علمية وغير واقعية، فجميع المؤشرات تتباين بينهما سواء تلك الخاصة بالإعمار أو الأمن أو التعايش السلمي أو سيادة النظام أو سيادة القانون وسواها.

هذه المغالطة لن تغيّر من جوهر الأمور كثيراً، ولن تفت في عضد الإقليم، أو تتسبب بفتور حماسه لمتابعة نهضته بدأب وصبر.

ويشهد الإقليم فضلاً عن نهوضه العمراني والتنموي نهضة ثقافية ومجتمعية شاملة تؤطرها مفاهيم إنسانية وحضارية تطبق على أرض الواقع ولا تُحمل كشعارات ومنها تحقيق الأمن الداخلي والمجتمعي وترسيخ قيم التعايش والسلام والعدالة والتسامح.

ومن هذا المتبنى الحضاري يشهد الإقليم نشاطا إنسانياً متدفقا لا یدخل فی حسابات الدعایة والترويج وانما له منطلقاته الواقعية كإقامة المهرجانات والمؤتمرات الدولية التي تحض على السلام والمحبة والتفاهم والتسامح والعدالة والتعايش السلمي، وهي المفاهيم التي لو كانت حاضرة في العراق لما خاض سلسلة حروبه الطويلة ولعاش ناعماً مرفها قويا ذا منعة بتلاوين شعبه وتعدد ثقافاته وزاخر خيراته.

ويؤشر رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني هذا، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك في كلمته خلال مؤتمر السلام من خلال الاعتدال الذي انعقد في أربيل السلام، فيقول لو إن "الأطراف العراقية أظهرت الاعتدال لما وصلنا إلى هذا الانسداد" ويضيف، "إن مكونات البلد كافة بحاجة إلى سلام حقيقي، يؤدي إلى إعادة الطمأنينة والثقة وخلق التسامح والوئام فيما بينها، سلام يضمن حياة الجميع ويجمع الكل تحت مظلة العراق".

ومن المؤسف، أن العراق ورغم مرور ١٩ عاما على التغيير وسقوط النظام الدكتاتوري المتغطرس والمتعجرف يشهد وجود قوى حاكمة ومؤثرة لا تقل عنه غطرسة وعجرفة ديدنها السلاح ومنهجها إزاحة الآخر وتهميشه وعدم احترام وجوده وحقوقه ومحاربته بشتى الطرق، فكأنما نسخ تجربة جلاده، وما التهديدات التي يتلقاها الإقليم لثنيه عن موقفه الوطني والمبدئي، وكيل الاتهامات والاساءة إلى رموزه إلا امتداد لسياسة وحروب النظام البائد ضد الشعب الكوردي.

إن العبرة المستفادة من التخلص من ظلم النظام البائد هو أن لا نأتي بنسخة أخرى منه، ولكن هناك قوى تعكزت على المظلومية فنسخت على منوالها نوعا جديدا من الظلم واللاعدالة وجعلته شعارا ومنهجا، وما إصرار قوى بعينها على انموذج الحكم الطائفي الذي أثبت فشله إلا تجسيد لهذا.

إن حقداً دفينا يعتمل في نفوس بعضهم ينعكس في تصرفاتهم ويتحول بفعل عوامل الحسد وعقدة النقص إلى سلسلة خطابات كراهية وأفعال إجرامية وإرهابية تطال شريكا مهما في الوطن، فكيف يمكن أن يكون السلام في ظل وجود هذا الحقد والكراهية التي يحقنها بعضهم في نفوس العراقيين بشتى الطرق ومنها اختلاق الأكاذيب وافتعال الأزمات.

كما وأن من المؤسف أن يخلوا العراق ورغم كل هذه السنوات من انشطة وعمل حقيقي لبث روح السلام والتسامح والتعايش السلمي بين أبنائه، كالمؤتمرات والفعاليات الانسانية وأن يقتصر وجود مثل هذا النشاط على أرض الإقليم، وهي من المؤشرات التي يجب فرزها عن ما يجري في العراق.

تقرير كمال بدران

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.