تشكيل اللجان النيابية.. رسالة باستكمال السباق نحو تشكيل الحكومة واستبعاد لفرضية حل البرلمان

زاكروس عربية - أربيل

أنجز مجلس النواب بنجاح واحدة من مهامه وهي تشكيل لجانه الدائمية دون تسمية رؤسائها، حيث يتم ذلك بعد تشكيل الحكومة عادة، وينظر مراقبون بتفاؤل حذر الى هذا الانجاز منتظرين ما تسفر عنه الأيام المقبلة من حراك في ضوء المبادرات المطروحة، لكنهم يعتقدون أيضاً أن تسمية اللجان رسالة بمضمون أن لا حل لمجلس النواب.

يعتبر مراقبون انجاز مجلس النواب تسمية لجانه الخمسة والعشرين الدائمة مؤشرا على رغبة النواب بالمضي نحو اكمال الدورة النيابية، وعدم القبول بخيار حل المجلس.

ومن الجيد انه في ظل عدم التوصل الى اتفاق على تشكيل الحكومة وحتمية بقاء حكومة تصريف الأعمال أمدا غير معلوم، ان يمضي النواب في عملهم الرقابي والتشريعي.

ان مشاركة النواب من مختلف التوجهات في انتخاب اللجان النيابية أمر صحي، وإن جاء متأخرا بسبب المقاطعة والمناكفات السياسية، وامامهم ابتداء من الأسبوع المقبل مهام عادية وأخرى جسيمة، وبعضها تتطلب سرعة الانجاز كقانون الطوارئ للأمن الغذائي والتنمية.

ان من دلالات المشاركة في التصويت على اللجان وجود مقدار من التفاؤل بأن تصل الأمور الى نهاية مقبولة، قد لا تكون مثالية، ولكنها ستسهم في تحفيز القوى السياسية على مراجعة قواعد اللعبة والنظام السياسي عموما.

المبادرتان اللتان تم طرحهما من قبل التحالف الثلاثي والاطار التنسيقي وكان موضوعهما الاحتكام للمستقلين لترجيح الثلث أو الثلثين والمشاركة الفاعلة في تشكيل الحكومة تبدوان، وبحسب المراقبين، انهما لن تأتيا بنتائج حاسمة فالخلاف بين المستقلین لا یفرق کثیرا عنه بین الكتل السياسية، فضلا عن انقسام اغلبيتهم بالاساس بين معسكري الثلاثي والاطار.

لو كانت هناك مؤشرات عن قرب اتفاق المستقلين لتوضحت صورته الآن، بل ان الاخبار التي تواردت عن مخرجات اجتماع ثمانية وأربعين نائبا منهم قبل أيام في منزل النائب حيدر الشمخي غير مشجعة، ويقال انهم بصدد عقد اجتماع آخر.

هل نحن ذاهبون الى مزيد من التعقيد بنهاية مهلة الخمسة عشر يوما المعطاة من التحالف الثلاثي بتوقيع زعيم التيار الصدري لتشكيل حكومة الأغلبية المأمولة، ام ان هناك شيئا في الأفق..؟!

على الأرجح فان هناك مبادرات مؤجلة تم التقديم لها اعلامياً، لعل اهمها مبادرة ينوي اطلاقها الرئيس مسعود بارزاني بما عهد عنه من واقعية وحرص على تغليب المصلحة الوطنية على ما سواها من اعتبارات، ولكن لننتظر اياما أخرى ونرى ما تسفر عنه من المتغيرات.

تقرير: كمال بدران