زاكروس عربية - أربيل
تفك النظرة الثاقبة والتحليل الموضوعي ومراجعة السياقات شفرة بعض الأحداث التي قد يستشكل فهمها على بعضهم، ومن ذلك تزامن مبادرتين طرحتا في وقت واحد تهدفان إلى فك الاختناق السياسي، وکان المستقلون موضوع كلیهما، آن نظرة منصفة تكشف أن إحداهما تقليد رديء وعلى الجمهور التفريق بينهما.
ليس الأصيل كالدخيل، ولا الحقيقي كالمزيف، وهناك من الخبرات ما يمكن بها التفريق بين الجيد والرديء، وإن تشابها في المظهر.
ولم يعد هناك شيء ينطلي على الجمهور العراقي الذي شرب من السياسة وخَبرَها قبل أن يرتوي بمياه النهرين!
مبادرة الاطار التنسيقي والتي اشارت زاكروس الفضائية، ومعها محللون ومراقبون استضافتهم الى جملة تناقضات حفلت بها واخطاء وارتباك في المعنى والمبنى توضح انها كتبت على عجالة، وبلا مراجعة حتى ان تاريخها مكتوب بالخطأ، كانت هي النسخة المزيفة لمبادرة حقيقية ناضجة كان يحتفظ بها التحالف الثلاثي لحينها.
كان محور الاطار التنسيقي قد استنفد جميع وسائله من تاثير على المحكمة الاتحادية والاستعانة بصواريخ الاجنبي ومحاولات دق اسفين بين قيادات التحالف الثلاثي والتلويح بالسلاح والاغراء والترغيب وسواها لكسب السبق السياسي، ولم يجد وهو في الايام الاخيرة لنفاد مهلة تحالف "انقاذ وطن" سوى اعتماد نسخة رديئة من مبادرة كان التحالف قد لوح بها بطريقة او بأخرى مرارا.
مبادرة التحالف الثلاثي التي وقعها عنه زعيم التيار الصدري، والتي طرحت واضحة باسطر قليلة على موقع التواصل تويتر كانت مكتوبة قبل صدورها بأيام وتحديدا في السابع والعشرين من شهر رمضان، ويبدو ان تأخير عرضها كان بهدف استنفاد الايام الاخيرة للمهلة المتاحة، لكن الضرورة شاءت تقديمها كي لا ينساق خلف النسخة الاطارية المزيفة من ينساق فينخدع بمحتواها.
ان ورود العبارة التي اشارت الى انتهاء مهلة الاربعين يوما الممنوحة للاطار لتشكيل الحكومة، تؤكد ما ذهبنا اليه، كما وتؤكد رؤية التحالف الثلاثي واستراتيجيته واخلاصه للثوابت، حيث لم يكن ضمن متبنياته الاستئثار بالقرار وبالسلطة وانما الدخول كاغلبية وطنية يشكل المستقلون ثقلا فيها، وهو أمر معلن قبل تغريدة السيد الصدر وليس مهما كيف تم تسريب مضمونها.
التناقض الذي جاءت به مبادرة الاطار كان مفضوحاً لدرجة تثير الاستغراب فهو يتشبث من جهة بما يسميه حقوق المكون الاكبر والكتلة الاكبر والتوافق والمحاصصة، لكنه في الوقت ذاته يعطي المبادرة للمستقلين لتشكيل الحكومة دون ان يحدد مفهوما واضحا لهؤلاء المستقلين وكيف سيشكلونها بغياب قوى الاغلبية الوطنية السياسية.
وبعيداً عن اية مزايدة مكشوفة ولا تمت للواقع بصلة كتلك الموجودة في مبادرة الأطار ، فان مبادرة التحالف الثلاثي لم تترك الحبل على الغارب، وانما جاءت ناضجة، بهوية وطنية تجمع القوى الفاعلة والمعروفة والمؤثرة وصاحبة الكسب الانتخابي، ضامة اليها قوة المستقلين التي لن تبقى متفرقة متشرذمة وانما متوحدة تحت عنوان سياسي يكمل الاضلاع الاربعة، وشتان بين فائز يمنح مما لديه، وخاسر يعطي ما لا يملك!
الكرة الآن بين اقدام قوة المستقلين التي عليها ان تثبت اخلاصها لشعاراتها ولجمهورها الذي انتخبها واوصلها إلى البرلمان وغايته من ذلك الخلاص من تبعات نظام المحاصصة وتقاسم الكعكة والفساد والفشل.
تقرير: كمال بدران
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن