زاكروس عربية - أربيل
يتوقع أن يقدم الرئيس مسعود بارزاني بما عرف عنه من حسن تقدير للأمور ورؤية واقعية ملبية للحدود المعقولة من مطالب الشركاء السياسيين مبادرة للخروج من مأزق الانسداد السياسي، وذلك بعد عطلة عيد الفطر ، هذا وتحفل أخبار الحراك السياسي بمبادرات تكاد تكون اكثرها غير واقعية او تلف وتدور حول المشكلة دون المس بجوهرها.
تفقد الکثیر من الأشیاء قيمتها بوفرتها وقلة أهميتها، على عكس ما تحققه الندرة والأهمية من قيمة مضافة.
الحال ينطبق على ما يتردد من وفرة في المبادرات للخروج من المأزق الراهن في العراق، أو ما بات شائعا تسميته بالانسداد السياسي.
ولا يغير من جوهر الأمر الأوصاف التي تطلقها وسائل الاعلام على بعض المبادرات، من أنها خطيرة او مهمة وانها الحل السحري لإخراج البلاد من مازقها، وعندما تبحث فيها تجد انها فسرت الماء بعد الجهد بالماء.
مبادرة يتم الإعلان عنها وكأنها مفتاح الحل الذي لا يأتيه الباطل من امامه ولا من خلفه، فاذا ما نظرت فيها بعد التخلص من ديباجتها تكتشف انها مجرد دعوة للقوى المختلفة للاجتماع تحت قبة البرلمان، ومناقشة الحلول.
مبادرة اخرى وصفت بالعميقة تقترح ترشيح مستقلين غير جدليين لمنصبي رئيس الجمهورية والوزراء، سيكونون بلا غطاء كريشة في مهب الريح، وهي مبادرة المستقلين التي تم رفضها من الجميع لأنها تتقاطع مع حاجة العراق الى سلطة تنفيذية قوية، بمرجعية سياسية نافذة.
ثالثة، تم تسليط الضوء عليها بكثافة، تقترح اجتماع كل مكون على حدة ومناقشة مرشحيه وتقديمهم الى بقية المكونات، ومن ثم الذهاب بهم الى البرلمان ضمن مفهوم جديد سمي بالأغلبية المطمئنة.
المبادرة التي تقدم بها تيار الحكمة تقترح اجتماع كتل المكون الاجتماعي الأكبر للتوصل الى مسمى الكتلة النيابية الأكبر التي يحق لها ترشيح رئيس الوزراء، وهو ما يعني ان يذهب التيار الصدري ليواجه قوى الاطار التنسيقي الخمسة ومن دار في فلكها، لتسمية الكتلة الاكبر، تلك قسمة ضيزى وغير عادلة كما يرى مراقبون!
ويبدو ان حمى المبادرات طالت كل شيء، والعديد منها ياتي في باب ذر الرماد في العيون، او خداع الجمهور بحسن النوايا، وقد يكون بعضها بهدف ايصال الانسداد السياسي الى منتهاه لغايات من بينها الدفع باتجاه اعادة الانتخابات، كما تشير بعض التحليلات.
الكثير من هذه المبادرات تأتي من القوى غير ذات الثقل النيابي، وهذه قليلة التأثير، حكمها حكم ان لا أمر لمن لا يطاع.
ان من شرائط المبادرات ان يكون المبادر بها صاحب الرأي والحل والعقد وان تتضمن بعضها الحلول الصعبة والمريرة، وأن يمتلك المبادر القدرة على اقناع الشركاء بها.
يعيش العراق ازمة حقيقية في فهم مغزى المبادرات، ولماذا يتم اللجوء اليها ومتى يتم ذلك، ومن هو الجدير بان يبادر وأن ينظر الى مبادرته بعين الاعتبار.
هذا ومن المؤمل، ان يطلق الرئيس مسعود بارزاني بما عرف عنه من رؤية واقعية وحنكة سياسية وحسن تقدير للأمور يشهد بها الجميع، مبادرة تصب في صالح العملية السياسية وتسهم في حلحلة الأزمة وفك الاختناق السياسي، وهو ما أشار اليه نائب رئيس البرلمان شاخوان عبد الله، متوقعاً حصوله بعد عطلة عيد الفطر.
تقرير: كمال بدران
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن