زاكروس عربية - أربيل
تنبئ الأيام القليلة المقبلة ببعض المتغيرات على مستوى المواقف والتي قد يكون من شأنها إخراج العراق من حالة الانسداد السياسي والتوصل الى مقاربات بين مختلف الاطراف لحلحلة الأزمة، واللقاء الذي جمع الرئيس مسعود بارزاني بقادة تحالف السيادة، والحراك النيابي المرتقب على بعض دول الجوار قد يكون من بین المؤشرات على قرب تحقق انفراجة، حسب ما يرى مراقبون.
طموح العراقيين بعملية سياسية سليمة لا يشمل أن تصل سلامتها إلى مستوى الكمال، فتحقيق مقدار معقول من الثبات والاستقلالية ومراعاة الوضع العراقي ومصالح البلد قد يكون أكثر توفيقاً من المحاولات غير الواقعية للوصول الى الحالة النموذجية.
وليس من المنطقي انكار تأثيرات المحيط الاقليمي والدولي على العراق؛ خاصة وان التغيير في العراق؛ حصل وكان للعامل الخارجي دور فيه، كما لا يمكن اغفال دوره اللاحق في جميع تفاصيل العملية السياسية بحلوها ومرها.
ومن المهم الاعتراف ايضا بتأثيرات الضغط الداخلي ووجود شوائب في العملية الديمقراطية، ومنها وجود الفصائل المسلحة خارج وداخل الدولة، ومجال استمالاتها من هذا الطرف السياسي او ذاك، وكذلك دور المال السياسي واخيرا دخول القضاء على الخط.
التعامل بواقعية ووفقا لهذه الظروف وحرصا على مضي العملية السياسية في طريقها قد يتم بتقديم بعض التنازلات دون المساس بالثوابت المبدئية التي هي حكم ومطلب الجماهير، ومن هذا المنطلق تبقى الابواب مشرعة للحوار والمراجعة وايجاد مقتربات ممكنة للقاء.
ومع الاقتراب من نهاية المهلة المعطاة للإطار التنسيقي لتجميع قواه وتشكيل الحكومة، ولعدم تحقق تقدم في هذا المضمار، يكون التوصل الى مقاربات لإخراج العراق من حالة الانسداد حتمية لا بديل عنها.
عمليا، قد يكون لقاء قادة تحالف السيادة بالرئيس مسعود بارزاني، وبحث الجهود المبذولة لإنهاء المأزق السياسي، جاء لتحريك المياه الراكدة، ومثله الحراك النيابي المزمع خارجيا ويبدأ بزيارة وفد برئاسة محمد الحلبوسي الى طهران، حيث تشير انباء الى أن ازمة الانسداد ستكون حاضرة.
وتضع الايام الاخيرة على المحك، وامام الجماهير، مواقف القوى السياسية برمتها، ومسؤوليتها الأخلاقية لإخراج العراق من عنق الزجاجة ومعالجة الخلل بما يتسع المجال له تمهيدا لعملية مراجعة شاملة.
تقرير: كمال بدران
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن