زاكروس عربية - أربيل
أعلن محافظ بابل حسن منديل، اليوم الثلاثاء، عن اتخاذ جميع الاجراءات القانونية والقضائية بحق الحسينيات والمكاتب التابعة لأتباع رجل الدين محمود الصرخي على خلفية تصريحات من اتباعه تدعو الى إزالة وتهديم المقابر والمراقد المقدسة في العراق.
وقال منديل في تصريح خاص لفضائية زاكروس، أن "ما حصل يوم أمس في ناحية حمزة الغربي هو تعدي من قبل بعض الأشخاص الذين يدعون أنهم دعاة لجهات دينية"، مبيناً أن هذه "الانحرافات السلوكية والخلقية والدينية يترتب عليها المساس بالمعتقدات الدينية والمذاهب الإسلامية".
وأشار الى أنه "جاءت شكاوى جزائية ضدهم وقد اتخذت اجراءات قانونية وفقا للقانون وتم تنفيذ الاجراءات وفقا للطرق والسياقات القانونية بحيث لا تؤثر على النظام العام ولا الآداب العامة".
ولفت منديل الى أن الوضع في محافظة بابل وعموم العراق يتميز بـ"الحفاظ على المرجعية كأساس، والحفاظ على شعار الحسينية كأساس، ونعتمد في وجودنا ومعتقداتنا على وسائل أهل بيت الرحمة ومراقد الأئمة الأطهار".
وأكد أن المساس بها هو "فعلا مساس بالشريعة الإسلامية وبالتالي المساس بالذات المقدسة ويستوجب اتخاذ الاجراءات القانونية وقد تم اتخاذها من قبل الجهات التنفيذية بعد اصدار الجهات القضائية وفقا للسياقات الدستورية".
وأثارت دعوة لأحد اتباع رجل الدين محمود الصرخي، إلى هدم المراقد الدينية، من قبور ومقامات الأنبياء والأئمة ورجال الدين، خلال خطبة الجمعة الماضية، جدلاً وغضباً في الأوساط الدينية، خاصة وأن قبور الأئمة والمراقد تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لأتباع المذهب الشيعي.
وشهدت محافظة بابل، جنوبي العاصمة بغداد، خلال اليومين الماضيين، حالة من التوتر، حيث طالب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رجل الدين محمود الصرخي، بالتبرؤ من صاحب تلك الدعوة.
وكان خطيب جمعة الحمزة الغربي، علي المسعودي، قال في خطبته يوم الجمعة الماضي، ان "الاطلاع على سيرة النبي محمد وسيرة الخلفاء الراشدين وبما تتضمنه من سيرة الامام علي وكونها هي السيرة الكاشفة للمنهج التوحيدي الحقيقي الذي جاءت به رسالة الاسلام السماوية. نجد ان هنالك الكثير من الامور التي جُعلت من الدين والعقيدة وهي بالأساس لا اصل لها، ولا واقع، ولا مشروعية، ومن بين ابرز تلك الامور هي بناء القبور وتشييد المراقد وتخصيص طقوس ومراسم ومناسبات خاصة بها، فهكذا امور هي خلاف ما امر به النبي محمد، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى، ولم يأت بأمر من تلقاء نفسه، بل هو بأمر من الله تعالى، حيث أمر النبي الامام علي بهدم القبور وتسطيحها وعدم البناء عليها".
من جانبه، أمهل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رجل الدين محمود الصرخي 3 أيام للتبرؤ من احد اتباعه والذي يدعو لهدم قبور "الاولياء والمعصومين"، متحدثا عن تعالي صوت البعث الصدامي.
وذكر الصدر في بيان صادر عنه الاثنين (11 نيسان 2022) انه "لا ينبغي التغاضي عما يحدث في المجتمع العراقي من انتشار العقائد الفاسدة".
وتواصل التوتر ليتحول أهلياً، حيث ألقت مفارز جهاز الأمن الوطني القبض على شخص تهجم على الرموز الدينية ومراقد آل البيت في بابل.
وجاء في بيان صادر عن الجهاز، الإثنين (11 نيسان 2022) انه "استناداً إلى ما ورد في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم رصده من قبل جهاز الأمن الوطني، وبناء على مذكرة قضائية، ألقت قوة من الجهاز في محافظة بابل القبض على شخص ينتمي إلى الحركات الدينية المتطرفة".
وعقب ذلك، أفادت مصادر أمنية، باعتقال رجل الدين الذي دعا إلى هدم قبور الأئمة، ونقلت وكالات محلية، عن مصدر أمني، قوله إنه "تم إلقاء القبض على المدعو علي موسى عاكول كاظم المسعودي، خطيب جامع الفتح المبين في قضاء الحمزة الغربي بمحافظة بابل، التابع للحركة الصرخية“.
وصباح اليوم، تم تداول صور هدم مكتب اتباع الصرخي في مدينة القاسم بمحافظة بابل، من قبل أهالي المدينة.
واستهدف جامع تابع لاتباع الصرخي الحسني بعبوة ناسفة في تقاطع اولاد مسلم في مدينة المسيب شمال بابل، ليلة أمس.
يشار الى ان محمود الصرخي الحسني ولد في مدينة الكاظمية بالعاصمة بغداد سنة 1964؛ هو مرجع ديني من الشيعة الإثني عشرية، وهو مجتهد أو فقيه (خبير في الشريعة الإسلامية)، عرف بدعوته للدولة المدنية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن