زاكروس عربية - أربيل
أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم الأحد (6 آذار 2022)، رغبة الإقليم ببناء "أفضل العلاقات" مع الحكومة الاتحادية، مشيراً إلى أن بعض الأطراف تعمل على عرقلة مسيرة إقليم كوردستان ومعاقبته.
وانطلق بعد ظهر اليوم، المنتدى الصناعي حول الأسواق والأعمال برعاية وحضور رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، وبالتنسيق بين وزارة الصناعة وهيئة الاستثمار، بهدف الارتقاء بالقطاع الصناعي وخلق مزيد من فرص العمل.
وأشار مسرور بارزاني في كلمته إلى عزم الحكومة على تنويع مصادر الإيرادات وتعزيز البنية التحتية وتطوير الاقتصاد "لكن الأزمة الصحية والاقتصادية وقطع حصة إقليم كوردستان ألقت بظلالها على جميع المفاصل".
وأضاف أنه "رغم الأزمات لم نتوقف عن العمل وتقديم المزيد من المشاريع الاستراتيجية والمهمة في كل أرجاء إقليم كوردستان في مختلف القطاعات بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، وقد تم إنجاز بعضها فيما لا يزال بعضها الآخر قيد الإنجاز".
وتابع أن "حكومة إقليم كوردستان تؤكد دعمها للشباب وأصحاب المشاريع الصغيرة"، موجهاً الجهات المعنية بإزالة العراقيل التي تقف بوجه المشاريع الصناعية وتقديم التسهيلات اللازمة.
وأكد عمل حكومة الإقليم على إيجاد أسواق جديدة وتوفير فرص العمل وتعزيز التجارة والصناعة والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة لتحقيق النمو الاقتصادي، لافتاً إلى الاهتمام بالصناعات الغذائية والبتروكيمياوية وإنشاء عدة مناطق صناعية.
ورهن تحقيق التقدم الصناعي والاقتصادي بوجود الاستقرار السياسي وإقامة علاقات جيدة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، داعياً إلى النظر لتقدم إقليم كوردستان على أنه يصب في مصلحة جميع العراقيين وليس العكس.
وتابع أنه رغم الإمكانيات الاقتصادية المحدودة لإقليم كوردستان، لكن الفارق واضح بين حركة الإعمار والنمو بين كوردستان وبقية أرجاء العراق، لافتاً إلى أن "البعض يعمل على عرقلة مسيرة إقليم كوردستان ومعاداته.
وبحسب مسرور بارزاني فإن الإمكانيات التي هُدرت في الحروب والدمار والصراعات السياسية، لو كرست في مجال التنمية والتطوير "لكان العراق أحد أهم الدول المتقدمة في المنطقة".
واختتم قائلاً: "نرغب ببناء أفضل العلاقات مع الحكومة الاتحادية، وسندافع عن حقوقنا الدستورية ونواصل العمل على إرساء الأمن والاستقرار في كل العراق".
ونظم في مدينة أربيل، اليوم، المنتدى الصناعي لتهيئة السوق وتوفير فرص العمل برعاية رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني لبحث الخطوات التي قامت بها حكومة الإقليم خلال الفترة الماضية، ومتطلبات المرحلة القادمة في مجال الصناعة لتوفير الأسواق وفرص العمل.
وأشار رئيس هيئة الاستثمار في الإقليم، محمد شكري إلى أنه "اتخذنا خلال الفترة الماضية خطوات جيدة للغاية ومنحنا عشرات التراخيص للمشاريع الصناعية إضافة إلى توفير آلاف فرص العمل، ويتم الآن إنشاء مناطق صناعية ونعمل على حماية المنتجات الوطنية"، مبيناً أن المنتدى يتناول إقامة مشاريع صناعية جديدة في مجال البتروكيمياويات والعديد من المواضيع الأخرى.
يشار إلى أن إقليم كوردستان يشهد حالياً إنشاء 12 منطقة صناعية، من المؤمل أن توفر 18 ألف فرصة عمل، وأوضح رئيس هيئة الاستثمار إلى أن نسبة حصة اليد العاملة الوطنية من تلك المشاريع تتراوح بين 75 إلى 100%.
نص كلمة رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني خلال مشاركته في المنتدى الصناعي:
أنا سعيد جدا لحضوري اليوم في هذا المنتدى الصناعي المهم والذي تم عقده بهدف تأمين الأسواق للمنتجات المحلية وتعزيزها وكذلك تأمين فرص العمل لمواطني إقليم كوردستان.
أوجه الشكر لمنظمي هذا المنتدى وأتمنى أن تساهم نتائجه في تطوير الاقتصاد وتوفير المزيد من فرص العمل.
منذ تسلم حكومتنا لمهامها، عملنا على تنويع مصادر الدخل وإيلاء الأهمية لكافة القطاعات وذلك كي لا يكون اعتمادنا الكلي على مصدر دخل معين، وعلى الأخص وجهنا بإيلاء الاهتمام بقطاعي الصناعة والزراعة وقمنا بتنفيذ العديد من المشاريع منذ ذلك الوقت وحتى الآن، وهدفنا الأساسي هو بناء وتعزيز بنية اقتصادية قوية لإقليم كوردستان.
ولكن جلي للجميع ما تعرض له إقليم كوردستان والعراق والعالم من الأزمات الصحية والاقتصادية الصعبة، بعد تسلم حكومتنا لمهامها بوقت قصير، مثل تفشي وباء كورونا وتداعياته السلبية وعلى الخصوص انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، وكذلك امتناع الحكومة الاتحادية عن إرسال حصة الإقليم من الموازنة وتأخيرها وهو أمر مستمر حتى الآن، والذي اثر سلبا على كافة مناحي الحياة.
ان هذه الأزمات ومارافقتها من تحديات وصعوبات لم تؤثر علينا وحدنا بل حتى الدول الصناعية القوية والتي تملك اقتصادات عظيمة تعرضت أنظمتها الاقتصادية لضرر كبير.
ولكن رغم كل هذه الأزمات والصعوبات فإننا لم نتوقف عن العمل ولم نكف عن تنفيذ المشاريع الخدمية والاستراتيجية ووفقا للامكانات الاقتصادية المتاحة واصلنا العمل وخلال عمر الحكومة التاسعة لإقليم كوردستان، نفذنا الكثير من المشاريع المهمة والاستراتيجية وعلى كافة الأصعدة في مختلف مناطق إقليم كوردستان، كتنفيذ الطرق والمشاريع الصناعية وقطاع الكهرباء والزراعة والسياحة، حيث استكملت الحكومة بعض هذه المشاريع بالفعل والبعض الآخر لا يزال قيد التنفيذ، وبدون شك فإن بعضا من هذه المشاريع كانت مشتركة بين القطاعين الخاص والحكومي، وهنا لا بد من توجيه الشكر والعرفان للقطاع الخاص الذي وبالتنسيق والتعاون مع حكومة الإقليم، تمكن من تنفيذ العديد من المشاريع خلال الفترة الماضية.
وتؤكد حكومتنا أنها ستقدم كافة التسهيلات اللازمة للمستثمرين المحليين أو الدوليين بهدف أن يشاركوا في تطوير وتعزيز البنية الاقتصادية لإقليم كوردستان، وفي الوقت نفسه فإن حكومة الإقليم تدعم بكافة الطرق، الشباب وأصحاب المشاريع الصناعية أو التجارية الصغيرة أو في أي مجال آخر، وهنا أوجه الجهات المعنية بإزالة كافة العوائق التي تعرقل تنفيذ هذه المشاريع الصغيرة للشباب.
إننا وخلال كافة الزيارات الدولية التي قمنا بها كانت إحدى جوانب مناقشاتنا مع كبار المسؤولين في تلك الدول هي التبادل التجاري وتطوير الاقتصاد وتأمين الأسواق للمنتوجات المحلية وتوفير فرص العمل لشبابنا من خلال التشجيع على جلب المستثمرين الى إقليم كوردستان والاستفادة من تجارب وخبرات البلدان المتطورة لتطوير وتنمية إقليم كوردستان.
ولكن وبلا شك فإن تطبيق وتنفيذ كل هذه المشاريع مرتبط بشكل وثيق بالاستقرار السياسي في العراق عموما وتوفر علاقات جيدة وودية بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، حيث أننا نتصور أن تطور إقليم كوردستان يصب في مصلحة كافة العراقيين وينبغي على اخواتنا واخوتنا العراقيين أن ينظروا من هذه الزاوية الى التقدم الحاصل في الإقليم لا العكس فلا يعمدوا الى خلق العراقيل والمشكلات للإقليم.
لقد تمكنا وبإمكاناتنا الاقتصادية المحدودة من تحقيق هذا التقدم والتطور في إقليم كوردستان من كافة النواحي وعلى كافة الأصعدة والذي يظهر أختلافا كبيرا عن المناطق العراقية الأخرى، ولكن وللأسف وعوض أن يقوموا بدعمنا ومساندتنا فإن بعض الجهات تسعى لعرقلة هذا التطور ومعاقبة إقليم كوردستان.
لذلك أتمنى لأولئك الذين يسعون لضرب تطور إقليم كوردستان، أن يتفكروا قليلا فكل الحروب والصراعات السياسية التي جرت بالعراق ماذا استفاد منها الشعب العراقي؟، وأنا واثق انه لو تم تسخير كل تلك الطاقات والموارد العراقية في خدمة وإعمار وتنمية وتطوير المناطق العراقية، كان العراق سيكون اليوم بلدا صناعيا متطورا على مستوى المنطقة والعالم.
ونحن هنا نؤكد مجددا على رغبتنا ببناء أفضل العلاقات مع الحكومة الاتحادية وبكل الطرق نؤكد على حقوقنا الدستورية من اجل زيادة تطوير إقليم كوردستان وتعزيز الاستقرار والسلام في عموم العراق.
مرة أخرى أشكر منظمي هذا المنتدى وأتمنى النجاح والتوفيق لكم.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن